قال وزير الموارد المائية الاثيوبي ان بلاده لم تبلغ مصر عزمها بناء سد ضخم على نهر النيل وان البلدين لم يبحثا القضية على الرغم من مخاوف من نشوب نزاع على مياه النهر قد يسبب حربا.
وبدأ العمل على إنشاء سد النهضة - الذي يتوقع أن يولد 5250 ميجاوات من الكهرباء والذي يتوقع أن يكون واحدا من بين أكبر عشرة سدود في العالم - في وقت سابق هذا الشهر. وتشرف شركة ساليني كوستروتوري الايطالية على المشروع بكلفة 4.78 مليار دولار. وتعتزم اثيوبيا أن تمول المشروع بنفسها.
وقال وزير الموارد المائية الاثيوبي أليماييهو تيجينو لرويترز في مقابلة يوم الاثنين ردا على سؤال عما اذا كانت اثيوبيا قد أبلغت مصر رسميا بأنها ستبني أول سد لها على النيل "لا.. لقد علموا من وسائل الاعلام." وترفض مصر مثل هذه المشاريع.
وتخوض تسع دول واقعة على حوض النيل محادثات مريرة منذ أكثر من عشرة أعوام بهدف إعادة التفاوض بشأن اتفاقات تعود للعهود الاستعمارية أعطت مصر نصيب الاسد من مياه النيل ومنحتها حق الاعتراض على أي مشاريع سدود في دول المنبع.
وتصاعد التوتر في الشهر الماضي حينما انضمت بوروندي لخمس دول أخرى هي اثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا في التوقيع على اتفاق يجرد مصر من حق النقض ويقضي باعادة التفاوض بشأن حصص المياه الخاصة بكل دولة.
وقالت مصر انها لن تعترف بالاتفاقية الجديدة.
وفي نوفمبر تشرين الثاني قال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي لرويترز ان مصر تدعم جماعات متمردة في بلاده بسبب النزاع على مياه النيل وانه اذا خاضت مصر حربا مع دول المنبع بشأن مياه النهر فستكون الخاسرة.
ولكن أليماييهو نفى مخاوف بعض المحللين من نشوب حرب.
وقال "هذه ليست (قضية أمن قومي) ولن تكون كذلك.. ما نخطط له في هذا البلد لن يؤثر على مصر بصورة سلبية."
وقال ان مصر لم تبحث بعد موضوع السد بصورة رسمية مع اثيوبيا. واضاف "لم أتلق أي اعتراض رسمي من الجانب المصري."
واضاف "اذا استمرت مصر في اتباع العقلية القديمة فقد لا يؤيدون هذا السد. واذا غيروا رأيهم واتبعوا الاسلوب الذي لا يحتمل الخسارة فأعتقد أنهم سيؤيدونه."
وتابع أليماييهو أن الحكومة الاثيوبية أجرت دراسة مستقلة أثبتت أن السد الجديد سيفيد مصر والسودان من خلال تقليل الرواسب في مشاريع الري الخاصة بهذين البلدين وبتقليل المياه المهدرة.
وقال دينا مفتي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثيوبية لرويترز ان رئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف طلب أن يترأس وفدا الى اثيوبيا.
وقال أليماييهو ان اثيوبيا لن توافق على طلب مصري بالاطلاع على خطط اثيوبيا الخاصة بالسد ما لم تنضم مصر للدول الست التي وقعت الاتفاق الجديد.
وتقول اثيوبيا انها ستضطر لتمويل السد من خزانتها ومن حصيلة بيع سندات حكومة لان مصر تضغط على الدول المانحة وعلى جهات الاقراض الدولية كي لا تمول مشاريع السد.
وتسعى اثيوبيا الى انتاج 15 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية خلال عشرة أعوام في اطار خطة لانفاق 12 مليار دولار على مدى 25 عاما بهدف التغلب على النقص المزمن في الكهرباء ولتصدير الطاقة للدول الافريقية التي تحتاج للكهرباء.
وفي اطار الاتفاق القديم الخاص بحوض النيل فان من حق مصر التي تواجه نقصا في المياه بحلول عام 2017 الحصول على 55.5 مليار متر مكعب سنويا من اجمالي مياه النيل البالغة 84 مليار متر مكعب. وترد نسبة 86 في المئة من مياه النيل من اثيوبيا.