أكد عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة على أن الجيش لن يسمح لأي شخص بالوقيعة بين القوات المسلحة والشعب، مشيرين إلى أن القوات المسلحة منذ اليوم الأول لتسلمها السلطة وأعلنت انحيازها للشعب.
من جانبه قال اللواء إسماعيل عتمان - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عضوا المجلس العسكري مساء السبت بإدارة الشؤون المعنوية التابعة للقوات المسلحة - أن لقاءا عقد بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الحكومة الدكتور عصام شرف، للوقوف على الأوضاع الحالية ومناقشة الأحداث التي جرت ليلة السبت بعد جمعة المحاكمة والتطهير، مشيراً إلى ان اتفاق تم بين الطرفين على الطريقة الصحيحة التي تعاملت بها القوات المسلحة مع الموقف، والمعتصمين في ميدان التحرير.
وأشار اللواء عتمان إلى أنه تم أيضاً خلال الاجتماع مناقشة مطالب الثورة وسبل تحقيقها في أسرع وقت، وأكدوا على أن الحكومة منذ أن تولت مهامها وهي تتعامل مع الجميع وفق الاطر القانونية.
وشدد عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة على دور الإعلام في درأ الشائعات الهادفة للوقيعة بين الشعب والجيش، مؤكداً أن القوات المسلحة تعتبر شباب الثورة قواتها الصديقة.
وأكد على ضرورة الالتزام بعودة الهدوء للشارع المصري، حتى تدور عجلة الإنتاج، وتوفير الدعم للاقتصاد المصري وزيادة الاستثمار.
وأوضح اللواء عتمان أنه تم في نهاية اللقاء الاتفاق على عدد من القرارات منها ملاحقة الفساد والفاسدين وفق القانون، والعمل على التنفيذ الجاد لقانون البلطجة، وتم ايضا الاتفاق على ضورة استرداد مقار الحزب الوطني المملوكة للدولة، والتي استولى عليها الحزب الحاكم سابقاً، وكذلك تحديد موقف من المجالس المحلية وتغيير القيادات في المؤسسات العامة في إطار القانون.
كما تم الاتفاق أيضا بين المجلس العسكري ورئيس الوزراء على ضرورة تشجيع السياحة حتى تعود إلى معدلاتها الطبيعية، مع التأكيد على أهمية التعاون بين الشرطة والشعب، لإحلال الأمن بالشارع المصري، مع عدم الالتفات للشائعات المغرضة التي تهدف الوقيعة بين الشعب والجيش، وأنه لا استثناء لأي شخص من الخضوع للقانون مهما كان، في إشارة إلى الرئيس السابق حسني مبارك.
من جانبه، قال اللواء عادل عمارة، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن أحداث الجمعة بدأت بتوافد المتظاهرين منذ الثامنة صباح يوم الجمعة إلى ميدان التحرير، وبدأ العدد في التزايد بعد تأدية صلاة الجمعة، مشيراً إلى أنه لوحظ وجود أفراد يرتدون الزي العسكري بين المتظاهرين، ولم تتعرض القوات المسلحة بأي أذى لأي متظاهر، لأن التظاهر السلمي حق يكفله الدستور.
وأوضح عضو المجلس العسكري أنه بحلول الخامسة مساء الجمعة بدأ المتظاهرون في الانصراف ومغادرة الميدان، دون مشاكل، ملفتاً إلى أن القوات المسلحة اقتصر وجودها على مجموعة من الشرطة العسكرية فقط.
وقال اللواء عمارة إن مجموعة من المتظاهرين أصروا على الاعتصام والمبيت بالميدان، وأكدت مصادر على أن هؤلاء ليسوا من الثوار الشرفاء، فكافة القوى السياسية وائتلافات شباب الثورة وجماعة الإخوان قرروا عدم المشاركة في أي اعتصام، والانصراف بعد المظاهرات.
وأشار إلى أنه كانت هناك مظاهرات أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، على خلفية حرق المصحف الشريف، ومظاهرات أخرى أمام السفارة الإسرائيلية على خلفية القصف الإسرائيلي لغزة.
وأكد اللواء عمارة أن هناك معلومات وردت إلى القوات المسلحة بأن هناك بعض العناصر تسعى للوقيعة بين الشعب والجيش، لتشتيت جهود القوات المسلحة لإبعادها عن أهدافها الرئيسية، مشيراً غلى ان شباب الثورة وكل القوى السياسية وعوا لكل هذه الأساليب وأكدوا على متانة العلاقة والثقة بين الشعب والقوات المسلحة.
وأضاف اللواء عمارة أن مجموعة من الشباب قاموا خلال ذلك بنصب خيمة وبداخلها الافراد الذين يرتدون الزى العسكري بالمخالفة بالقانون، وفى الوقت نفسه لم تتعرض عناصر الشرطة العسكرية لهم بأي نوع من الاذى، حتى جاءت ساعة حظر التجوال، فلم تكن هناك استجابة للمتظاهرين بمغادرة الميدان.
وتابع أن العديد من المتواجدين أشاروا الى وجود بعض العناصر تم التعرف عليهم ينتمون الى جهات تدعم الثورة المضادة، وتوقد جموع المتظاهرين وتعمل على إجهاض ثورة 25 يناير، والوقيعة بين القوات المسلحة والشعب.
وأردف أنه في فجر اليوم السبت بدأت عناصر الشرطة العسكرية فرض حظر التجول والقبض على المخالفين لارتدائهم الزى العسكري، وبدأت عناصر القوات المسلحة في إخلاء الميدان، ولم يكن معها أي نوع من الذخائر أو الدخان، مؤكدا على نية العناصر العمل على اخلاء الميدان بالطرق السلمية، وعدم التعرض للمتظاهرين بأي شكل من الاشكال.
ومضى يقول إنه المتظاهرين بدأوا بعد ذلك التعامل مع أفراد القوات المسلحة وبحوزتهم زجاجات مولوتوف وحجارة، لكن عناصر الشرطة العسكرية التزمت أقصى درجات ضبط النفس وعدم التعامل بالقوة مع المتظاهرين، الا انه لوحظ آنذاك تجمع أعداد كبيرة حول الخيمة التي بها عناصر ترتدى الزى العسكري.
وقال اللواء عمارة إن التحقيقات الأولية أشارت الى قيام المتظاهرين بالعمل على تقييد الافراد ومنعهم من مغادرة الميدان، ما يؤكد ان هدفهم واضح في مساومة القوات المسلحة، حتى تم القبض على المخالفين وازالة العوائق وعودة الحياة الى طبيعتها صباح اليوم السبت.
وقال اللواء عادل عمارة عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة مساعد وزير الدفاع إنه تم صباح اليوم السبت حصر التلفيات والاصابات والتي تمثلت في بعض الاصابات وكدمات ورضوض وتصادم بين أفراد القوات المسلحة، التي لم تكن مسلحة بأي نوع من الذخائر.
وأشار اللواء عمارة إلى أن هذه الأحداث أسفرت عن إصابة أربعة أفراد من القوات المسلحة برضوض بسيطة، بالإضافة إلى إصابة تسعة أفراد مدنيين.
وأردف اللواء عادل عمارة '' وفى صباح اليوم السبت تم تجميع عناصر القوات المسلحة وعودتهم الى اماكنهم، باستثناء سيارات الخدمة العامة الادارية التابعة للقوات المسلحة، ألا أنه فوجئ بعد ذلك بأن اعدادا كبيرة من المتظاهرين بدأت في التوافد من شارع طلعت حرب في اتجاه ميدان التحرير وبحوزتهم بندقيتين آليتين وزجاجات مولوتوف، وقد دخلت هذه الأعداد إلى ميدان التحرير الذى أخلي تماماً من عناصر القوات المسلحة، وتم التعدي على سيارات الخدمة العامة الإدارية وعددها ثلاث سيارات، وتم الإبلاغ عن حالة وفاة من المتظاهرين المدنيين، تبين بعد الكشف الظاهري وجود طلقة في الفم من أعلى الى أسفل، وجارى التحقيق بواسطة النيابة العسكرية.
وأضاف ''استمر المتظاهرون في اشغال ميدان التحرير وتعطيل مصالح المواطنين، مما يؤكد أنهم لا ينتمون إلى شباب ثورة 25 يناير الشرفاء''. وقال ''أشارت بعض المصادر إلى وجود عناصر تنتمى الى شخصيات معروفة.. وتبين ان هذه العناصر هي التي تقود جموع المتظاهرين ، وهو ما ذكرنا بموقعه الجمل والحصان''.
وأكد اللواء عادل عمارة عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة على عدد من النقاط منها التأكيد على أن حق التظاهر السلمي مكفول، وحذر من محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب، واجهاض الثورة، مشدداً على أمن وسلامة القوات المسلحة خط أحمر لا يمكن المساس به، وشدد أيضاً على أنه لم تخرج طلقة واحدة من جانب القوات المسلحة تجاه المتظاهرين.