لزمت معظم الحكومات العربية السبت الحذر او حتى الصمت بعد سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تحت ضغط الشارع، في حين دعت الجامعة العربية الى "التكاتف والتوحد" لخير الشعب.
وفي حين دعت العديد من الدول الغربية الى عملية انتقالية سلمية نحو الديموقراطية وابدى الشارع العربي دعمه للانتفاضة التونسية، الا ان معظم حكومات المنطقة لزمت الحذر.
واعتبر الكثير من المحللين ان سقوط بن علي يشكل تحذيرا لقادة الكثير من هذه الدول التي تعاني شعوبها من مشاكل قريبة من مشاكل التونسيين.
ودعت الجامعة العربية القوى السياسية التونسية الى "التكاتف والتوحد".
وجاء في بيان صادر عن مقرها في القاهرة "في هذه المرحلة التاريخية التي يعيشها ابناء الشعب التونسي الشقيق، تتوجه جامعة الدول العربية بنداء الى كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسؤولين للتكاتف والتوحد".
واضاف البيان ان ذلك من اجل "الحفاظ على مكتسبات الشعب التونسي وتحقيق السلم الاهلي، والعمل سويا من اجل عودة الهدوء وان يسود الامن والاستقرار ربوع الوطن والتوصل الى توافق وطني حول سبل اخراج البلاد من هذه الازمة وبما يضمن احترام ارادة الشعب التونسي ويحفظ المصالح العليا للوطن والشعب في اطار الاحتكام الى الدستور ومؤسسات الدولة".
من جانبها اعلنت مصر انها تحترم "خيارات" الشعب التونسي الذي دعته الى "التكاتف".
واعلنت وزارة الخارجية في بيان ان "مصر تعتبر انه من المهم في اللحظة الحالية ان يتكاتف التونسيون جميعا من اجل صون مكتسباتهم التي حققوها على مدار عقود بعد الاستقلال والحيلولة دون اي تطور سلبي يعرض تلك المكتسبات الى الخطر".
واضافت ان "مصر تؤكد احترامها لخيارات الشعب في تونس الشقيقة".
وقد احتفل عشرات المصريين والتونسيين مساء الجمعة امام السفارة التونسية في القاهرة بمغادرة بن علي.
وهتف متظاهرون مصريون "اسمعوا كلام التونسيين، الدور عليكم يا مصريين"، بينما ردد متظاهرون تونسيون النشيد الوطني، وسط حضور امني كثيف.
وفي الاردن حيث يزداد التذمر من التضخم والبطالة، اعتصم نحو مئة نقابي اردني السبت امام السفارة التونسية في عمان وهم يهتفون "يا انتفاضة المد المد ثورة تونس راح تمتد" و"حكومتنا الرشيدة خلتنا على الحديدة" و"القمع والجوع هم اسباب الركوع" و"يا (رئيس الوزراء سمير) رفاعي يا جبان".
من جانبها، اكدت الحكومة ان الاردن "يحترم" خيارات الشعب التونسي، داعية الى "التكاتف والتعاضد والعمل المشترك للحفاظ على أمن" مواطنيه.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن بيان صادر عن وزارة الخارجية ان "الاردن يحترم خيارات الشعب التونسي الشقيق ويقف الى جانبه لمساعدته على الخروج من هذه الظروف وعدم الانزلاق نحو الفوضى".
وفي الكويت، كان نواب المعارضة الاسلامية هم فقط الذين اشادوا بموقف التونسيين الذي "يعبر عن شجاعتهم وانتصارهم لكرامتهم وحريتهم المسلوبة"، محذرين من ان "هذه النهاية التي حلت بالرئيس التونسي المخلوع هي نهاية كل حاكم ظالم يقمع شعبه، ويصادر حرياته".
من جهتها، اوضحت المملكة العربية السعودية انها استقبلت بن علي نظرا "للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق".
وعبرت عن املها في ان "يسود الامن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الامتين العربية والاسلامية جمعاء، وتأييدها لكل اجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق".
وفي المنامة، شددت مملكة البحرين على اهمية عودة الهدوء والاستقرار في تونس "في اطار الاحتكام الى الدستور ومؤسسات الدولة واحترام تطلعات الشعب التونسي".
واكدت "اهمية ان تخرج الشقيقة تونس من الظرف الحالي الذي تمر به وتستعيد موقعها ودورها البناء في العالم العربي" معربة عن الامل "في تكاتف جميع ابناء تونس لتجاوز هذه المرحلة الاستثنائية في تاريخها".
ورحبت الحكومة السودانية ب"خيار الشعب التونسي في تحديد مستقبل بلاده السياسي، وان يكون التغيير الشعبي المستحق سانحة وطنية لتحقيق الحرية والرفاه والامن والاستقرار للشعب التونسي".
واضافت وزارة الخارجية السودانية انها "تتابع تطورات الاوضاع عن كثب مؤكدة ان السودان سيظل يحتفظ بعلاقات اخوية طيبة ومتطورة مع الشعب التونسي واحترام خياراته الديموقراطية".
وفي لبنان، كان حزب الله الوحيد الذي عبر عن "افتخاره واعتزازه بانتفاضة الشعب التونسي التي تسطر دربه نحو الحرية المأمولة".
ودعا الحزب "الحكام الى استخلاص العبر" معتبرا ان "انتفاضة الشعب التونسي اذهلت العالم بقوتها ووحدتها وسرعة تحركها، ما يدل على ان الحقيقة تنبع من الشعب وتتجسد بارادته الحرة وليس من خلال الاستقواء بالخارج".
وفي طرابلس، افاد مصدر رسمي ان الرئيس التونسي السابق اتصل بالعقيد معمر القذافي، موضحا ان الزعيم الليبي سيوجه السبت "كلمة الى الشعب التونسي".
من جانبها، اكدت الرئاسة الفلسطينية السبت انها "ستحافظ على افضل العلاقات مع تونس"، في رد فعل حذر على سقوط نظام بن علي الذي كانت تقيم معه علاقات وثيقة، فيما اعربت فصائل اخرى عن تاييدها لانتفاضة الشعب التونسي.
وقال احمد عبد الرحمن مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون منظمة التحرير في بيان وزعته وكالة الانباء الرسمية (وفا) "اننا نتمنى الخير لتونس العزيزة على قلوبنا ونتقدم بتعازينا ومواساتنا لذوي الضحايا وللشعب التونسي الشقيق، ونؤكد اننا سنحافظ على افضل العلاقات مع تونس الشقيقة".
وتنصلت الرئاسة من بيان اصدره امين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه اشاد فيه ب"الشجاعة المنقطعة النظير للشعب التونسي وتضحياته البطولية لتحقيق مطالبه" بعد الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
واكد احمد عبد الرحمن انه "لم يصدر اي بيان من اللجنة التنفيذية للمنظمة حول الوضع في تونس، وانه لم يعقد أي اجتماع اصلا للجنة التنفيذية اليوم او امس".
وفي غزة، عبرت حركة حماس عن دعمهما ل"انتفاضة" الشعب التونسي ضد النظام "المستبد".
وقال فتحي حماد وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة خلال حفل افتتاح مركز للشرطة في منطقة الزيتون شرق غزة للصحافيين "نحن مع الشعب التونسي الشقيق في اختيار قادته مهما بلغ ذلك من تضحيات".
كما اكدت متحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي ان ما حدث في تونس "يدلل ان الجماهير العربية قادرة على احداث التغيير من اجل الحرية ورفض الاستبداد والظلم".
واضاف "هذه رسالة للجميع بما فيها اسرائيل والغرب، ونحن سعداء ان النظام السابق تربطه علاقات مشبوهة بالكيان الصهيوني وعندما ينتهي فهذه بشائر فجر حرية قادمة".