شن مجلس النواب التونسي وخمسة احزاب سياسية هجوما كاسحا على قناة الجزيرة القطرية يوم الاثنين واتهموها بتشويه سمعة البلاد والتضليل بهدف بث الفوضى خلال تغطيتها لاحتجاجات سيدي بوزيد على تفشي البطالة.
واندلعت منذ عشرة ايام اشتباكات بمدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 210 كيلومترات من العاصمة تونس احتجاجا على اقدام شاب تونسي على احراق نفسه بسبب البطالة رغم انه من حملة الشهادات العليا.
وقال بيان للبرلمان ان "الجزيرة تسعى لتشويه سمعة تونس وبث روح الحقد والبغضاء وتوظيف مجريات الاحداث لغايات مشبوهة واختلاق الاستنتاجات المضللة والمزاعم الواهية وفسح المجال للمناوئين والمشككين للاساءة لتونس على أساس التلاعب بالمشاعر والمغالطة الرامية الى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار".
وبثت قناة الجزيرة القطرية تقارير عديدة عن الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين كما بثت صورا منقولة من هواتف محمولة.
وتصدرت ما اصبح يعرف بأحداث سيدي بوزيد الصفحات الاولى لاغلب وسائل الاعلام العالمية في بلد تندر فيه مثل هذه الحركات الاحتجاجية. من جهته اعرب حزب الوحدة الشعبية عن اليقين بأن "مزاعم (الجزيرة) وبعض وكالات الانباء التي حذت حذوها دون ان تذكرها باتت مكشوفة امام الرأي العام الوطني وكل القوى الوطنية."
وقال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ان التناول الاعلامي لقناة الجزيرة مع أحداث سيدي بوزيد وعدد من المدن الاخرى "لم يكن تعاطيا محترفا وملتزما بقيم ومبادئ العمل الصحفي بل كان في جوهره تعاطيا سياسيا يدفع في اتجاه مزيد توتير الوضع من خلال أسلوب التهويل والتضخيم."
اما الحزب الاجتماعي التحرري فوصف تغطية قناة الجزيرة بانها " حملة اعلامية مشبوهة تنطلق من أهداف مغرضة وساعية الى خدمة أهداف تتقاطع مع مصالح المواطن وتتعارض مع خدمة الوطن."
واتهم حزب الخضر للتقدم الجزيرة "بتضخيم الاحداث والتركيز على البث المتكرر طيلة أيام عديدة لصور غير موثوقة المصدر ومعتمدة التركيب الموجه لهذه الصورة لاجل وضع الاحداث خارج اطارها ولايهام الناس بوقائع ترتكز على الاثارة."
وينظر الى هذه الاحزاب على انها مقربة من الحكومة.
واستفحلت الاشتباكات لتصل الى مدن مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن أقدم شاب ثان على الانتحار احتجاجا على بطالته ايضا بتسلق عمود كهربائي ولمس اسلاك ذات جهد عال.
وأتخذت الاحداث منعطفا خطيرا يوم الجمعة حين قتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة اثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز للحرس.