التوأمين
دخل المفتّش غرفة الجريمة .. ليشاهد ذلك المنظر المؤلم ..
تلك الشابّة الجميلة دانيا وقد احترق نصف جسمها العلوي وجزء كبير من رجلها ..
وخارج الغرفة كانت توأمتها رولا قد تهالكت على أحد المقاعد في بكاء ونياح على أختها الوحيدة ..
إنّه يعرف التوأمتين دانيا ورولا .. منذ أن كانتا صغيرتين .. ترعرعتا في منزل والدهما الفقير ..
وعندما توفّي تم إلحاقهما في دار للأيتام ..
كبرتا وازداد جمالهما ..
وعند زيارة أحد الأثرياء لهذه الدار رأى رولا فأعجب بها ..
تزوّجت رولا قبل شقيقتها دانيا من ذلك الشاب ،
ولم تنس أختها فقد أخذتها معها لتعيش في قصر زوجها ..
ولكنّ فرحة رولا لم تكتمل فقد توفّي زوجها مخلّفاً وراءه ثروة هائلة
كانت رولا هي الوريثة الوحيدة لها ..
اقترب المحقّق من رولا وربّت على كتفها :
المحقّق : أنا آسف << هذي عندهم عظّم الله أجرك ..
التفتت إليه رولا وقد اغرورقتا عينيها بالدموع ..
رولا : كانت هي آخر من تبقّى لي من أهلي ..
ظلّ المحقّق يتأمّل وجه رولا الجميل والحزين ، فلطالما حاول أن يوجد الفرق بينهما ..
ولكن على الرغم من التشابه الشديد بينهما فقد اختلفا في لون الشعر ..
فدانيا شعرها أشقر وطويل .. بينما رولا شعرها أسود قصير قد انسدل على جزء كبير من خدّها إلى جهة اليسار ..
أمّا الوجه فلا يكاد يختلف سوى شامة جميلة تعلو خدّها من الجهة الأخرى من وجهها ليغطّي تلك المساحة الفارغة
بعكس الجهة الأخرى التي ينسدل فيها شعرها ..
لم ينس هذه الشامة فقد كانت تذكره بهما وهما صغيرتان عندما كانت دانيا تداعب أختها بمحاولة مسح الشامة
من وجهها ظنّا منها أنّها نقطة من الحبر أو ماشابه ....
المحقّق : اصبري يا ابنتي .. لا نستطيع أن نردّ القضاء .. وأفضل ما فعلته أنّك جعلتها تسعد في نهاية حياتها .. واسمحي
لي بأن أسألك عمّا حدث بالضبط ..
مسحت عينيها .. ثمّ بدأت بالحديث ..
رولا : لقد ذهبت كعادتي كل يوم لشراء بعض المستلزمات من السوبر ماركت القريب ..
وعندما عدت وبمجرّد أن فتحت الباب إذا بي أسمع دوي انفجار في المطبخ .. وعندما وصلت .....
وانخرطت مرّة أخرى في موجة من البكاء ..
المحقّق : على رسلك ياابنتي .. لا تكملي .. فقد كانت رحمها الله متهوّرة عندما نسيت أنبوبة الغاز مفتوحة
.. وبمجرّد أن فتحت النار على الفرن إذا بالغاز ينفجر على جسمها ..
رولا : كنّا سنذهب معاً للسفر خارجاً للتنزّه .. ولكنّها ذهبت وتركتني وحيدة ..
المحقّق : لا بأس يا ابنتي .. أنتِ لم تقصّري معها في شيء .. والحمد لله بأنّها لم تتعّذب بل ماتت مباشرة ..
نهض المحقّق بعد أن أكمل التحقيق .. وبعد أن أغلق التقرير على أنّ وفاتها طبيعيّة وناتجة عن خطأ غير مقصود من المتوفّاة نفسها ..
وفي طريق خروجه .. أصبح يتأمّل هذا القصر الجميل.. ولفتت انتباهه إحدى المرايا الأثريّة الفخمة والجميلة ..
فأصبح يتأمّلها ويتأمّل وجهه فيها بكلّ هدوء .. وهو يفكّر في هاتين التوأمتين الجميلتين اللتين لم يقدر الله لهما أن يعيشا معاً بعد اليوم ..
ولكن وفي هذه التأمّلات .. انتبه لشيء وصرخ بدون شعور .. ثم أصبح يركض بلا وعي متّجها إلى رولا التي مازالت في مكانها تبكي .. وقال لها :
المحقّق : هل تسمحين بأن ترافقيني إلى مركز الشرطة ..
التفتت إليه رولا
رولا : لماذا ؟ ألم ننته من هذه التحقيقات .. ؟
إنّي متعبة .. ارحمني رجاء .. هل لكوني الشاهدة الوحيدة تتجاهل حالتي النفسيّة السيئة بفقداني أختي وحبيبتي ووحيدتي في هذه الدنيا ؟
نظر إليها بإصرار وقال بكل جديّة ..
المحقّق : لن ترافقيني كونكِ شاهدة على ذلك ..
بل لكونكِ أنتِ القاتلة !!
ماذا حصل ؟
وما الذي يجعل المحقّق يتصرّف هذا التصرّف ؟
أمر محيّر حقّ
اً تلك الشابّة الجميلة دانيا وقد احترق نصف جسمها العلوي وجزء كبير من رجلها ..
وخارج الغرفة كانت توأمتها رولا قد تهالكت على أحد المقاعد في بكاء ونياح على أختها الوحيدة ..
إنّه يعرف التوأمتين دانيا ورولا .. منذ أن كانتا صغيرتين .. ترعرعتا في منزل والدهما الفقير ..
وعندما توفّي تم إلحاقهما في دار للأيتام ..
كبرتا وازداد جمالهما ..
وعند زيارة أحد الأثرياء لهذه الدار رأى رولا فأعجب بها ..
تزوّجت رولا قبل شقيقتها دانيا من ذلك الشاب ،
ولم تنس أختها فقد أخذتها معها لتعيش في قصر زوجها ..
ولكنّ فرحة رولا لم تكتمل فقد توفّي زوجها مخلّفاً وراءه ثروة هائلة
كانت رولا هي الوريثة الوحيدة لها ..
اقترب المحقّق من رولا وربّت على كتفها :
المحقّق : أنا آسف << هذي عندهم عظّم الله أجرك ..
التفتت إليه رولا وقد اغرورقتا عينيها بالدموع ..
رولا : كانت هي آخر من تبقّى لي من أهلي ..
ظلّ المحقّق يتأمّل وجه رولا الجميل والحزين ، فلطالما حاول أن يوجد الفرق بينهما ..
ولكن على الرغم من التشابه الشديد بينهما فقد اختلفا في لون الشعر ..
فدانيا شعرها أشقر وطويل .. بينما رولا شعرها أسود قصير قد انسدل على جزء كبير من خدّها إلى جهة اليسار ..
أمّا الوجه فلا يكاد يختلف سوى شامة جميلة تعلو خدّها من الجهة الأخرى من وجهها ليغطّي تلك المساحة الفارغة
بعكس الجهة الأخرى التي ينسدل فيها شعرها ..
لم ينس هذه الشامة فقد كانت تذكره بهما وهما صغيرتان عندما كانت دانيا تداعب أختها بمحاولة مسح الشامة
من وجهها ظنّا منها أنّها نقطة من الحبر أو ماشابه ....
المحقّق : اصبري يا ابنتي .. لا نستطيع أن نردّ القضاء .. وأفضل ما فعلته أنّك جعلتها تسعد في نهاية حياتها .. واسمحي
لي بأن أسألك عمّا حدث بالضبط ..
مسحت عينيها .. ثمّ بدأت بالحديث ..
رولا : لقد ذهبت كعادتي كل يوم لشراء بعض المستلزمات من السوبر ماركت القريب ..
وعندما عدت وبمجرّد أن فتحت الباب إذا بي أسمع دوي انفجار في المطبخ .. وعندما وصلت .....
وانخرطت مرّة أخرى في موجة من البكاء ..
المحقّق : على رسلك ياابنتي .. لا تكملي .. فقد كانت رحمها الله متهوّرة عندما نسيت أنبوبة الغاز مفتوحة
.. وبمجرّد أن فتحت النار على الفرن إذا بالغاز ينفجر على جسمها ..
رولا : كنّا سنذهب معاً للسفر خارجاً للتنزّه .. ولكنّها ذهبت وتركتني وحيدة ..
المحقّق : لا بأس يا ابنتي .. أنتِ لم تقصّري معها في شيء .. والحمد لله بأنّها لم تتعّذب بل ماتت مباشرة ..
نهض المحقّق بعد أن أكمل التحقيق .. وبعد أن أغلق التقرير على أنّ وفاتها طبيعيّة وناتجة عن خطأ غير مقصود من المتوفّاة نفسها ..
وفي طريق خروجه .. أصبح يتأمّل هذا القصر الجميل.. ولفتت انتباهه إحدى المرايا الأثريّة الفخمة والجميلة ..
فأصبح يتأمّلها ويتأمّل وجهه فيها بكلّ هدوء .. وهو يفكّر في هاتين التوأمتين الجميلتين اللتين لم يقدر الله لهما أن يعيشا معاً بعد اليوم ..
ولكن وفي هذه التأمّلات .. انتبه لشيء وصرخ بدون شعور .. ثم أصبح يركض بلا وعي متّجها إلى رولا التي مازالت في مكانها تبكي .. وقال لها :
المحقّق : هل تسمحين بأن ترافقيني إلى مركز الشرطة ..
التفتت إليه رولا
رولا : لماذا ؟ ألم ننته من هذه التحقيقات .. ؟
إنّي متعبة .. ارحمني رجاء .. هل لكوني الشاهدة الوحيدة تتجاهل حالتي النفسيّة السيئة بفقداني أختي وحبيبتي ووحيدتي في هذه الدنيا ؟
نظر إليها بإصرار وقال بكل جديّة ..
المحقّق : لن ترافقيني كونكِ شاهدة على ذلك ..
بل لكونكِ أنتِ القاتلة !!
ماذا حصل ؟
وما الذي يجعل المحقّق يتصرّف هذا التصرّف ؟
أمر محيّر حقّ