واشنطن (رويترز) - قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الجمعة انها لا تتوقع أي مفاجات كبيرة من التسريب الوشيك لما يصل الى 500 ألف وثيقة عن حرب العراق عبر موقع ويكيليكس Wikileaks على الانترنت لكنها حذرت من أن جنودا أمريكيين ومواطنين عراقيين قد يتعرضون للخطر جراء ذلك.
واذا تأكد التسريب الجديد فانه سيكون أكبر حجما بكثير من تسريب ويكيليكس القياسي لاكثر من 70 ألف وثيقة تتعلق بحرب أفغانستان في يوليو تموز وهو التسريب الذي أثار نقاشا بشأن الحرب المستمرة منذ تسع سنوات لكنه لم يتضمن كشفا عن معلومات خطيرة.
وكان هذا أكبر خرق أمني من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة العسكري.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ديف لابان للصحفيين ان فريقا من البنتاجون راجع ملفات حرب العراق التي يعتقد انها لدى ويكيليكس والتي تغطي فترة من 2003 وحتى 2010.
ووصفها بأنها تقارير ميدانية "سطحية" الى حد كبير قد تكشف اسماء عراقيين يعملون مع الولايات المتحدة وتعطي للمتمردين العراقيين فكرة نافذة ازاء العمليات الامريكية كما حدث مع ملفات حرب أفغانستان.
وأضاف لابان "قلقنا في الاغلب بشأن التهديد الموجه للافراد والتهديد الموجه لشعبنا ومعداتنا."
وتابع "لكن من حيث انواع الحوادث المسجلة في تلك التقارير حيث قتل عراقيون ابرياء وحيث توجد مزاعم عن انتهاك حقوق محتجزين.. فكل هذه الامور سجلت بصورة جيدة جدا على مر الزمن."
وبرغم تراجع حرب العراق في النقاشات العامة في الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية فان تسريب هذه الوثائق يهدد باحياء الذكريات المتعلقة ببعض الاوقات العصيبة في الحرب ومن بينها فضيحة الانتهاكات بحق سجناء في سجن أبو غريب.
وقد يجدد أيضا النقاش بشأن العوامل الخارجية والمحلية التي تؤثر على العراق الذي يعاني من فراغ في السلطة منذ الانتخابات غير الحاسمة في مارس اذار.
وقال مصدر مطلع على وثائق حرب العراق ان من المرجح أن تتضمن تقارير عن الخسائر البشرية بين المدنيين.
وقال لابان انه لا يتوقع أن تتضمن الوثائق التي سيسربها ويكيليكس صورا أو تسجيلات فيديو.
ويقول موقع ويكيليكس انه منظمة غير ربحية يمولها نشطاء حقوق انسان وصحفيون وأفرادا من عامة الجمهور. لكن البنتاجون طالبتها باعادة المعلومات السرية وشكك منتقدون في جدول أعمالها الذي ينظر له على أنه مناهض للحرب.
وأثناء الفترة التي سربت فيها وثائق حرب أفغانستان حذر الاميرال مايك مولن رئيس اركان الجيش الامريكي من أن يدي ويكيليكس قد تلطخان بدماء جنود أمريكيين ومدنيين أفغان نظرا لانه سرب وثائق تتضمن أسماء متعاونين مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في خطاب بعث به في أغسطس اب الى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان تسريب وثائق حرب أفغانستان لم يكشف عن أي مصادر أو أساليب مخابرات حساسة.
لكنه أضاف أن الكشف عن اسماء متعاونين أفغان قد يصبحون أهدافا لطالبان يمكن أن يلحق "ايذاء أو ضررا كبيرا" بمصالح الامن القومي الامريكي.
وحتى الان يتركز التحقيق حول تسريب وثائق حرب أفغانستان على برادلي مانينج الذي عمل محللا للمخابرات العسكرية في العراق. ومانينج معتقل بالفعل واتهم بتسريب شريط فيديو سري يصور هجوما بطائرة هليكوبتر في 2007 أسفر عن مقتل 12 شخصا في العراق من بينهم صحفيان من رويترز.
ورفض البنتاجون التعليق على قضية مانينج مشيرا الى التحقيق الجنائي الذي يجري بشأنها