حث الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الخميس اسرائيل على ان تمدد تجميد البناء في المستوطنات والدول العربية على ان تتحرك قدما نحو إقامة علاقات طبيعية مع الدولة اليهودية للمساعدة في استمرار محادثات السلام الهشة.
وحث أوباما -- الذي كان يتحدث في الجمعية العامة للامم المتحدة بعد ثلاثة أسابيع من استئناف مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين محادثات سلام مباشرة -- زعماء العالم على التأكد من ان "هذه المرة مختلفة" عن الجهود الفاشلة السابقة لإنهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود.
وتواجه المحادثات التي تجري بوساطة امريكية خطر الانهيار قبل ان تبدأ بسبب انتهاء وقف جزئي قررته اسرائيل لبناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة يوم 30 سبتمبر ايلول.
ورفض اسرائيل حتى الان تمديد تجميد البناء وتهديد الفلسطينيين بالانسحاب اذا لم يتم التمديد يعرض للخطر المفاوضات التي تهدف الى حل القضايا الرئيسية في الصراع خلال عام.
وقال اوباما "نعتقد ان وقف الاستيطان ينبغي تمديده." وأضاف "ونحن نعتقد ايضا ان المحادثات ينبغي ان تستمر الى ان تكتمل... الان هو وقت انتهاز الفرصة حتى لا تضيع."
وقال اوباما لايران ان الباب ما زال مفتوحا للعمل الدبلوماسي لتبديد القلق بشأن برنامجها النووي الذي تعتقد واشنطن انه يرمي الى تطوير أسلحة لكن طهران تقول انه مخصص فقط للأغراض السلمية.
وبينما قال اوباما ان الاقتصاد العالمي ابتعد عن حافة الركود قبل بدء محادثاته مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الا انه أكد انه أمام الولايات المتحدة والصين "مزيد من العمل الذي ينبغي القيام به" لضمان تحقيق توازن ونمو اقتصادي مستديم.
ولم يشر أوباما وهو يتحدث الى الصحفيين عندما بدأ هو وون الاجتماع الى الخلافات الحادة بينهما بشأن قيمة العملة الصينية.
وأعلن اوباما رسالته العالمية من منبر الامم المتحدة في وقت يعاني فيه الامريكيون من تباطوء الاقتصاد الامريكي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني والتي يتوقع ان يعاقب فيها الناخبون الديمقراطيين ويكافئون الجمهوريين.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي استغرقت نصف ساعة تقريبا كرس أوباما معظم الوقت للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وقال اوباما انه يتعين على الدول العربية ان تظهر لاسرائيل حجم المكاسب التي ستحصل عليها من السعي للسلام.
وحث أوباما الذي استخدم تعبيرات جريئة غير معتادة الدول التي تعهدت بدعم الفلسطينيين على تنفيذ تعهداتها بتقديم الدعم السياسي والمالي وقال "يجب عليها ان تكف عن محاولة تمزيق اسرائيل".
وأضاف "كثيرون في هذه القاعة يحسبون أنفسهم أصدقاء للفلسطينيين. لكن هذه التعهدات يجب ان تقترن الان بالافعال."
وقال "اولئك الذين وقعوا على مبادرة السلام العربية يجب ان ينتهزوا هذه الفرصة لجعلها حقيقية من خلال اتخاذ خطوات ملموسة نحو التطبيع الذي تعد به (هذه المبادرة) اسرائيل."
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يهيمن على حكومته الائتلافية أحزاب مؤيدة للاستيطان انه لن يمدد تجميد البناء لكن بامكانه تقييد حجم المزيد من البناء في بعض المستوطنات.
وكان وفد اسرائيل غائبا عن قاعة الجمعية العامة لكن متحدثة باسم الوفد الاسرائيلي في الامم المتحدة قالت ان الغياب بسبب عيد يهودي.
وقالت "انها ليست مقاطعة."
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكلمة أوباما حسبما جاء في بيان مكتوب.
وقال البيان ان الرئيس عباس عبر عن استعداده الكامل للتعاون مع الجهود الامريكية الرامية لانجاح عملية السلام.
من ستيف هولاند والستر بول