لصوص على الطريقة المصرية
بقلــــــــــــــــــــم
ا/ ابراهيم عيســي
تقول النكتة إنه قد تم طرح مناقصة لصيانة سور البيت الأبيض.
. تقدم مقاولون ثلاثة للمناقصة،
مقاول أمريكي
وآخر مكسيكي
والثالث مصري،
أما الأمريكي فقد أخذ مقاسات السور وتقدم بسعر 900 دولار للمتر،
سأله مسئول البيت الأبيض: ليه 900 دولار؟
قال : 400 دولار مواد زائد 400 دولار عمالة و100 دولار مكسبي.
والمكسيكي أخذ مقاسات السور وتقدم بـ 700 دولار للمتر للمناقصة.
ولما سأله قال : 300 دولار مواد زائد 300 دولار عمالة و100 دولار مكسبي
أما المصري وبدون ما يأخذ أي مقاسات راح لمسئول البيت الأبيض
وهمس في أذنه: «أنا سعري 2700 دولار للمتر».
مسئول البيت الأبيض صرخ فيه: إنت مجنون.. ليه 2700 دولار؟!!
رد عليه المصري بكل برود وبهمس شديد:
"طول بالك... 1000 دولار لك
و1000 دولار لي
ونخلي المكسيكي يعمل الشغلانة بـ 700 دولار".
وفاز المصري بالمناقصة!
انتهت النكتة.
واضح أن النكتة تريد أن تقول لنا ما نعرفه أن المصري فهلوي
وفاكر نفسه بُرَم ويتلاعب بالبيضة والحجر،
ثم إنه لم يعد مواطناً بتاع شغل فهو ينصب جائز ويسميها شطارة،
يرشو ممكن جداً ويسميها فهلوة
، لكنه لا يعمل،
النكتة تريد أن تقول لنا ما نعرفه أن الواقع المصري يعلم النصب والفهلوة والرشوة والفساد والإفساد، وأنه من الصعب أن تعقد صفقة في مصر
أو تبني مشروعاً أو تنشئ مصنعاً بدون ما ترشو المسئولين أو تشاركهم!
هذه الطريقة المصرية لا يمكن أن ترسي عليك مناقصة سور البيت الأبيض
إلا في النكتة فقط،
فهناك في العالم الغربي رقابة ومحاسبة ومساءلة وعيون مفتوحة
وقدرة علي التتبع ومجتمع يتربص ويراقب،
بالقطع هناك سرقة ونصب لكن ليست بهذه الطريقة البلدي
التي تتميز بها مصر وليست بهذا الشكل الفج والمكشوف
الذي ينتشر في مصر،
ففي بلدنا حتي النصاب والحرامي لا يريد أن يتعب في الشغل،
والحقيقة أنني لاحظت منذ سنوات تراجع سرقة الخزائن في مصر
لدرجة لافتة فلم نعد نسمع أو نقرأ عن سرقة خزينة شركة أو السطو علي خزينة محل، ربما تكمن الأسباب في ضعف كفاءة الحرامي المصري
وخيابته وعدم رغبته في التعب والإرهاق في التعلم والتدرب
علي عملية معقدة مثل فتح الخزينة،
واختفي جيل زمن السرقة الجميل
الذي كان يشقي ويجتهد ويخلص كي يسرق بسهولة وبأمان وبخفاء،
الآن الحرامي يسرق بالإكراه وبالقتل والبلطجة
وفي وضح النهار بالمدفع الرشاش أو بالتهديد بالسكينة
فلا وقت عنده للتخطيط والتدبير ولا خيال لديه للإبداع والابتكار
ولا حياء ولا خجل ولا كسوف عنده في مواجهة المسروق وأذيته والاعتداء عليه!
حرامية مصر الكبار
كما لصوصها الصغار
صاروا أكثر عدوانية وفظاظة وفجاجة وأقل كفاءة وإخلاصاً!
ياااااااااااااااه
فين ايام حرامية زمااااان