انتحاريون من طالبان يهاجمون القصر الرئاسي بكابول
استيقظ سكان العاصمة الأفغانية كابول أمس علي دوي هجمات متزامنة شنها ما لا يقل عن10 عناصر انتحارية من حركة طالبان, استهدفت القصر الرئاسي وعددا من المباني الحكومية, بالإضافة لمراكز تجارية ضخمة ودارا للسينما والبنك المركزي بوسط كابول.
وأوضحت مصادر أمنية وحكومية أفغانية, أن الاعتداءات نفذها انتحاريون يرتدون سترات ناسفة وهاجموا عددا من المباني الحكومية المهمة, حيث أكد شهود العيان سماع دوي إطلاق النار في مناطق متفرقة من العاصمة منذ الصباح الباكر, فيما أكدت هذه المصادر أن العشرات من أفراد الأمن انتشروا في أنحاء متفرقة من كابول, في محالة للتصدي للهجمات التي اتسمت بجرأة شديدة.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مصرع أربعة انتحاريين, فيما أشار التليفزيون المحلي الي أن انتحاريا فجر سيارة ملغومة أمام مركز تجاري مما أدي الي مقتل عدد من رجال الشرطة والمخابرات الأفغانية.
وذكرت مصادر أمنية أن صاروخين سقطا في العاصمة في ساعة مبكرة من الصباح, كما سمع دوي انفجار منفصل قرب مبان حكومية, وعرضت محطة تليفزيونية أفغانية صور مركز تجاري تشتعل فيه النيران بوسط كابول قرب القصر الرئاسي.
ومن ناحيتها, أعلنت حركة طالبان أن20 من انتحارييها شنوا هجوما علي القصر الرئاسي ووزارات في كابول, حيث دوت انفجارات وسجل اطلاق نار كثيف.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم قيادة طالبان, في اتصال هاتفي من مكان مجهول, هذا من فعلنا, والأهداف التي تمت مهاجمتها هي القصر الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم والبنك المركزي.
وأضاف, دخل عشرون من انتحاريينا المنطقة والمعارك جارية, مؤكدا أن انتحاريا فجر حزامه الناسف عند مدخل القصر الرئاسي.
وبعد ساعة من بدء الهجمات كان لا يزال يسمع دوي الانفجارات واطلاق نار من أسلحة اتوماتيكية في محيط القصر الرئاسي, بحسب مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية وتعذر الاتصال بوزارتي الداخلية والدفاع للتعليق علي تصريحات طالبان, وفر العديد من الأشخاص من المنطقة التي تشهد المعارك وهي حي تجاري مزدحم عادة, وذلك بعد أن دوي انفجار شديد تلته انفجارات أقل عنفا واطلاق نار من أسلحة اوتوماتيكية, علي ما ذكر شهود العيان, وأكدوا أنهم شاهدوا دخانا يتصاعد من مبني يقع قرب البنك المركزي والقصر الرئاسي.
وفي الوقت ذاته, أكدت وزارة الصحة الأفغانية مصرع خمسة أشخاص واصابة38 شخصا علي الأقل بينهم28 مدنيا و10 من عناصر قوات الأمن الأفغانية سقطوا ضحية التفجيرات والاشتباكات التي هزت كابول علي مدي أكثر من ثلاث ساعات, وأعلن مسئولون أفغان أن بين قتلي الهجمات طفلا, مشيرين أيضا الي مقتل ضابط في الشرطة وجندي أفغانيين.
كما أكد مصدر مسئول لشبكة تولو التليفزيونية الأفغانية الخاصة, أن أربعة انتحاريين قتلوا واحتل عدد غير معروف من الانتحاريين المدججين بالأسلحة عددا من المباني الحكومية والمراكز التجارية في وسط كابول ولم تتمكن القوات الأفغانية والدولية من الاقتراب منهم لأكثر من ثلاث ساعات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زامري بشاري, ان معظم المباني التي سيطر عليها المسلحون تم تحريرها وإن فرق الاطفاء أخمدت النيران التي اندلعت فيها, وقال مازال هناك بعض المقاومة في دار السينما, في إشارة الي سينما قريبة من وزارة العدل, ولكنه أكد أن قوات الأمن وصلت الي هناك لتطهير الموقع.
وأعلنت مصادر في قيادة قوات حلف شمال الأطلنطي( الناتو) في أفغانستان, أنها تتعاون مع القوات الأفغانية لاحتواء الموقف, مؤكدين أن القوات الأفغانية تمكنت من قتل اثنين من الانتحاريين فيما قتل الاثنان الآخران في اشتباكات مسلحة, وقعت بالقرب من فندق سيرينا بوسط كابول.
وفي رد فعل سريع, نددت الولايات المتحدة باعتداءات طالبان ووصفتها بأنها يائسة وبلا رحمة, محذرة من احتدام الموقف وتصاعد حدة الهجمات.
أما في باريس, فقد حذر وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير من خطورة الوضع في كابول.
ومن ناحيته, أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في وقت لاحق, عودة الأمن الي كابول بعد الهجمات المنسقة التي شنتها حركة طالبان, وأشار كرزاي ـ في بيان له ـ الي أن أعداء أفغانستان يحاولون بث الرعب في قلوب المواطنين, إلا أنه أصدر أوامره لقوات الأمن بسرعة القبض علي مدبري هذه الاعتداءات.
وعلي صعيد آخر, قال كاي إيدي مبعوث الأمم المتحدة الي أفغانستان, إنه علي الدول المانحة التركيز علي المشاريع بعيدة المدي والأكثر قابلية للاستمرار في أفغانستان بدلا من المهام الأصغر حجما التي تهدف الي إظهار نتائج سريعة في الداخل, وأضاف ماي ايدي, الذي يختتم في الأسابيع المقبلة مهمته التي استمرت عامين في كابول, إن هناك حاجة الي إجراء تغيير قياس النجاح في أفغانستان واتباع نهج أقل عشوائية نحو تعزيز قدرة الحكومة الأفغانية علي توفير الخدمات, وأضاف أنه من بين نحو18 ألف مشروع نفذتها ما يطلق عليها فرق إعادة الإعمار الإقليمية حتي الآن هناك15 ألف مشروع تقل قيمة كل منها عن100 ألف دولار, وفي أحيان كثيرة لم يكن لها أثر كبير علي المجتمع الأفغاني, وحذر من أن هذه المشاريع لا تحقق نموا اقتصاديا ولا توفر وظائف ولا تدر عائدات.
وتابع قائلا إنه مع إرسال الولايات المتحدة30 ألف جندي إضافي سيكون هناك إغراء بالتركيز علي أعمال يظهر أثرها بسرعة أكبر, وأضاف من يوفرون القوات يريدون أن يقولوا للناخبين في بلادهم انظروا ماذا نفعل, نحن نحقق نتائج.
وقال إن زيادة القوات يجب ألا تبعد التركيز عن الأهداف المدنية والسياسية في أفغانستان, حيث قال إن النهج المتبع لتحسين الحكم ليس منظما حتي الآن, وضرب مثالا علي ذلك بافتقار الكثير من حكام المناطق للمكاتب أو وسائل النقل وتبلغ رواتبهم عادة نحو70 دولارا في الشهر.
وقال ايدي إن الهدف من المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن في28 يناير الحالي, هو الوصول الي خطة أكثر احكاما لتوصيل المساعدات ودعم القدرات الأفغانية, ومن بين الموضوعات الأخري التي سيتم التركيز عليها الطريقة المثلي لإعادة دمج المقاتلين الأفغان في المجتمع وخطط المانحين لإنشاء صندوق ائتماني يخصص لهذا الغرض, وتقود بريطانيا واليابان والولايات المتحدة هذه الجهود.
وفي إسلام آباد, نسف مسلحون مجهولون إحدي المدارس في شمال غرب باكستان, مما أسفر عن تدمير المدرسة بالكامل بدون وقوع اصابات بشرية.
وأشار المسئولون المحليون بأصابع الاتهام الي جماعة عسكر الإسلام المسلحة.
يأتي ذلك في الوقت الذي نسف فيه مجهولون خطا للكهرباء قوته500 كيلو