تم اعتقال رئيس ساحل العاج السابق لوران غباغبو، وتسليمه الى سلطات الرئيس المنتخب والمعترف به دوليا الحسن وتارا، وذلك اثر عملية عسكرية نفذت امس.
وذكرت الانباء ان قوات خاصة فرنسية اسهمت في اعتقال غباغبو، وسلمته لزعماء المعارضة، بعد أن اقتحمت دبابات فرنسية مقره.
الا ان السفير الفرنسي في ساحل العاج، جان مارك سيمون، اكد أن القوات الموالية لوتارا هي التي نفذت عملية الاعتقال.
وقال الان لو روي قائد قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج ان غباغبو وزوجته سيمون معتقلان في فندق غولف الذي تسيطر عليه قوات واتارا.
وقال لو روي للصحفيين بعد التحدث الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة «قائد قوات غباغبو .. اتصل بنا ليقول انه يريد تسليم الاسلحة. اتمنى ان يكون ذلك يحدث وأنا اتحدث الان.»
وفي اول تعليق على اعتقال غباغبو، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس ان القبض على غباغبو يبعث باشارة الى الطغاة في كل مكان بانهم لا يستطيعون تجاهل نتائج انتخابات حرة ونزيهة وانه ستكون هناك عواقب اذا تمسكوا بالسلطة.
وقالت كلينتون في بداية مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستاب «هذا الانتقال يبعث اشارة قوية الى كل دكتاتور وطاغية في انحاء المنطقة وفي انحاء العالم بأنه ربما عليهم الا يتجاهلوا صوت شعبهم في انتخابات حرة ونزيهة وان الذين يتشبثون بالسلطة سيواجهون عواقب.»
من جانبه، دعا رئيس وزراء ساحل العاج المعين غيّوم سورو امس القوات التي كانت تتبع غباغبو الى الالتحاق بالقوات النظامية التابعة للرئيس وتارا، تجنبا لتعرضهم الى الملاحقة القانونية وتحولهم الى مطاردين.
واضاف سورو في كلمة الى شعب ساحل العاج نقلتها محطة اي-تيلي الفرنسية «لجميع القوات أوجه مناشدة أخيرة للتجمع (معنا).. لا يمكن أن تكون هناك ملاحقة.. انضموا للقوات الجمهورية.»
وكانت جميع المحاولات لإيجاد مخرج للأزمة في ساحل العاج قد باءت بالفشل بوجه إصرار غباغبو على عدم التنازل عن السلطة لمصلحة خصمه الحسن وتارا الذي تؤكد الأمم المتحدة أنه فاز في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني الماضي.
واتهمت قوات الأمم المتحدة في البلاد قوات غباغبو بتعريض السكان المدنيين للمخاطر، وطلبت الى القوات الفرنسي هناك تدمير مواقع المدفعية الثقيلة لقوات غباغبو. وكانت قوات وتارا قد صعدت من هجومها ضد قوات غباغبو وسيطرت على أجزاء كبيرة من ابيدجان خلال الأسابيع القليلة الماضية.
يذكر ان التمرد المسلح عام 2002 أدى إلى تقسيم البلد إلى قسمين، الشمال حيث تسيطر قوات وتارا، والجنوب حيث كانت تسيطر قوات غباغبو.