أنصار السنة تدين تفجيرات القديسين.. وتشدد على حرمة الدم
أدانت جمعية أنصار السنة المحمدية حادت تفجيرات الإسكندرية، الذي وقع السبت أمام كنيسة القديسين وأودى بحياة حوالي 21 شخص وحوالي مائة مصاب.
وأصدرت الجمعية مساء السبت بيانا وصفت فيه الحادث بأنه حرابة ومحاولة للإفساد في الأرض، مؤمدة على أن هذه التفجيرات لا يقرها شرع ولا دين ولا أخلاق، لأنها "تقتل الأبرياء من المسلمين ومن غير المسلمين المسالمين، وتودي بحياة المنتحرين القائمين بعملية التفجير، وكل قتيل من الثلاثة، قتلُه يوجب النار".
وقال البيان الذي تلقى مصراوي نسخة منه:" أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالحفاظ على الأمن والأمان بالوقوف في وجه كل من أراد أَنْ يزعزع أمنهم، أو يحدث في صفهم الفوضى ويثير فيهم القلق والاضطراب، كفارًا كانوا أو مسلمين، أفرادًا كانوا أو جماعات".
وأضاف البيان: عرَّف الفقهاء الحرابة بأَنَّها خروج طائفة مسلحة في دار الإسلام، لإحداث الفوضى وسفك الدماء، وسلب الأموال، وهتك الأعراض، وإهلاك الحرث والنسل، متحديةً بذلك الدِّين والأخلاق والنظام والقانون.. ولا فرق بين أَنْ تكون هذه الطائفة من المسلمين، أو الذميين، أو المعاهدين أو الحربيين، ما دام ذلك في دار الإسلام، وما دام عدوانها على كل محقون الدم. وكما تتحقق الحرابة بخروج جماعة من الجماعات، فإِنَّها تتحقق كذلك بخروج فرد من الأفراد، فلو كان لفرد من الأفراد فضل جبروت وبطش، ومزيد قوة وقدرة يغلب بها الجماعة على النفس والمال والعرض، فهو محارب.
وتابع: كما يسمى هذا الخروج على الجماعة وعلى دينها حرابة، فإِنَّه يسمى أيضًا قطع طريق، لأَنَّ الناس ينقطعون بخروج هذه الجماعة عن الطريق، فلا يمرُّون فيه، خشية أَنْ تسفك دماؤهم، أو تسلب أموالهم، أو تهتك أعراضهم، أو يتعرضون لِمَا لا قدرة لهم على مواجهته، وشدد البيان على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبرأ ممن حمل السلاح وقطع الطريق، وأخاف الآمنين.
وأضاف البيان: أنعم الله تعالى على مصر والمصريين بالأمن والأمان ، ويتخطف الناس من حولهم، فحسدهم الحاسدون ، وحقد عليهم الحاقدون ، فجندوا من يعمل على زعزعة أمنها ، وإثارة الفوضى والقلاقل فيها ، فصرنا نسمع كل حين عن تفجيرات تقع داخل المدن وخارجها ، تودى بحياة كثير من الأبرياء من المسلمين وغيرهم على حد سواء ، وكان من أسوأ هذه التفجيرات ما تم ليلة أمس بمدينة الإسكندرية من تفجيرات مروعة أمام كنيسة مزدحمة بأهلها ، مما أودى بحياة كثير من أهلها ومن المارة على حد سواء.
وأكد البيان أن هذه التفجيرات لا يقرها شرع ولا دين ولا أخلاق، فهي تقتل الأبرياء من المسلمين ومن غير المسلمين المسالمين، وتودي بحياة المنتحرين القائمين بعملية التفجير، وكل قتيل من الثلاثة، قتلُه يوجب النار.
وقال البيان: إِنَّ من سماحة الإسلام وعظمته في وقت اشتعال نار الحرب أَنَّه قصر الحرب على المحاربين، ونهى عن نقل الحرب عن ميدانها إلى الآمنين المطمئنين في معابدهم أو في بيوتهم أو في مصانعهم ومتاجرهم، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِامْرَأَةٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مَقْتُولَةٍ فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ، ثُمَّ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَان، والعلة كونهم لا يقاتلون كما صرح بذلك النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حديث رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَمَرَّ رَبَاحٌ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ مِمَّا أَصَابَتِ الْمُقَدِّمَةُ، فَوَقَفُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ خَلْقِهَا حَتَّى لَحِقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَانْفَرَجُوا عَنْهَا فَوَقَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ، فَقَالَ لأَحَدِهِمُ: الْحَقْ خَالِدًا فَقُلْ لَهُ لاَ تَقْتُلُونَ ذُرِّيَّةً وَلاَ عَسِيفًا".
وتابع: بناء على هذه العلة فإِنَّه يلحق بالنساء والصبيان الرهبان والنساك والشيوخ والمرضى وغيرهم من الذين اعتزلوا الحرب والقتال ممن يسمون بالمدنيين، فيجب احترامهم وصيانة أموالهم، ومعنى هذا أننا لا ننكر التفجيرات في مصرنا الحبيبة وحدها، بل ننكرها كذلك في بلاد المسلمين وفي غيرها من بقاع المعمورة، لأَنَّها تستهدف المدنيين الآمنين، والإسلام نهى عن قتل المدنيين في حالة الحرب فكيف بحالة السلم.