وَصْفَة للتخلص من الهموم!!
* أحد الموظفين.. تكدَّست على طاولته تلال الأوراق، وأكوام المعاملات.. فأصابه من الهمّ ما الله به عليم.. يجلس خارج أوقات العمل.. ويصل الساعات بعضها ببعض دون راحة. حتى الصلوات.. أصبحت الإقامة لها هي أذانه الذي يبدأ بعده في التحرك!!
- مندوب تسويق.. يقضي ساعات عمله غالباً في الطريق.. إذا سمع المؤذن كان همَّه: أين يدرك الصلاة؟ عند العميل في الشمال.. أم عند الآخر في الجنوب؟! ففي الوقت متسع بين الأذان والإقامة! ثم هو يشتكي عدم الخشوع في الصلاة وضيقاً يلازمه في الغدو والرواح؟!
- رجل أعمال.. أعماله لا حصر لها.. ملفات تحت البحث.. مشروعات قيد النظر.. قرارات معلَّقة.. وطاقات مهدرة من المسؤولين الفرعيين تحت إدارته (لا يفوض أحداً منهم.. ليحمل عنه بعض أعبائه).. لأنه يؤمن بنظرية (البؤرة)!.. المركزية التامة!... لا يكاد ـ من كثرة المشاغل ـ يسمع أذاناً ولا إقامة.. واشتهر عنه كثرة سجود السهو بعد قضاء ما فاته من الركعات!!
* إلى كلّ هؤلاء ( وغيرهم ممن أصابه ما أصابهم ).. وَصْفَة عاجلة للتخلص من الهموم:
- ليس الحل لضيق الأوقات.. وقلة البركات.. في إهدار هذه الدقائق الغالية النفيسة بين الأذان والإقامة.. فلن يزيد ذلك همّ المهموم إلا همَّاً.. وصدره إلا ضيقاً!!
بل الحل في وضوء سابغ.. وخطوات مطمئنة في سكينة مع تكبيرة المؤذن الأولى..
خطوة ترفع درجة.. والأخرى تحطّ خطيئة.. ولسان ذاكر يردد مع المؤذن.. ثم دعاء لا يرده الله تعالى فضلاً منه وإحساناً.. واعتكاف في المسجد دقائق مباركة يُتلى فيها القرآن بين الأذان والإقامة.. ثم صلاة (ما أحراها بالخشوع) خلف الإمام.. وقد حيزت فضائل السبق وتكبيرة الإحرام والصف الأول والتأمين..
ولا تسل بعد الصلاة.. والعودة إلى الأعمال.. عن إشراقة النفس وانشراح الصدر وذهاب الهموم.. زيادة على رضوان الرحمن عزّ وجل..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ ) رواه البخاري.