زيادة الوزن والجلوس بطريقة خاطئة ترفع نسبة الإصابة بالديسك
عرق النسا...
آخر الدواء الجراحة !!!
لقد أثبتت الدراسات الطبية بأن الغالبية العظمى من الناس تتعرض لآلام الظهر في مرحلة ما خلال الحياة. وعلى الرغم من أن هذه الآلام لها أسباب كثيرة، إلا أن الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية يعتبر من أهم الأسباب التي تصيب الناس في جميع مراحل العمر وتؤدي إلى آلام مبرحة في الظهر وفي الساقين.
وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تمت دراستها والتي قد تساهم في ظهور هذا المرض مثل زيادة الوزن وانعدام اللياقة البدنية وترهل عضلات البطن والظهر والأعمال الشاقة التي تتطلب مجهودا على أسفل الظهر والجلوس بطريقة خاطئة لفترات طويلة والانحناء المتكرر والتقاط الأغراض من الأرض بطريقة خاطئة. بالإضافة إلى ذلك فقد تكون بعض العوامل الوراثية مسئولة عن ضعف في تركيبة غضاريف الظهر وبالتالي تؤدي إلى زيادة التعرض للانزلاق الغضروفي.
ما هو الانزلاق الغضروفي؟
إن الغضروف القطني أو الديسك هي جزء من العمود الفقري يوجد بين الفقرات ليمتص الصدمات ويعطي العمود الفقري مرونته وحركته. هذه الديسك تتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية ويحدث الانزلاق الغضروفي عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني الداخلي ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي الخارجي ويتجه نحو القنوات العصبية ليضغط على الأعصاب الطرفية مسببا آلاما مبرحة في منطقة الورك والفخذ والساق وهو ما يعرف عند العامة بعرق النسا (بفتح النون).
أعراض المرض:
عادة ما يشتكي المريض أو المريضة من آلام مزمنة تزداد وتنقص شدتها حسب المجهود لعدة شهور ثم تزداد في أسفل الظهر بشكل كبير وتنزل إلى منطقة الورك والجزء الخلفي من الفخذ الأيمن أو الأيسر وإلى الساق والقدم وقد يصحبها شعور بالخدر أو التنميل في الساق. هذه الآلام قد تكون شديدة لدرجة أن المريض لا يستطيع الوقوف أو المشي ولو لعدة أمتار من دون ألم، أما في الحالات المتقدمة والشديدة والتي يتم إهمالها فقد يؤدي الضغط على الأعصاب إلى تأثر في وظيفة المخارج مما يؤدي إلى احتباس البول وفقدان التحكم في إخراج البراز.
التشخيص:
في البداية يقوم الطبيب المعالج بأخذ التاريخ المرضي ثم بعد ذلك يقوم بعمل فحص دقيق لحركة الفقرات القطنية والأعصاب الطرفية في الساقين لتحديد قوة العضلات ومدى التغير في الإحساس والانعكاسات العصبية بعد ذلك يتم إجراء أشعة رنين مغناطيسي للفقرات القطنية وهي الطريقة المثلى والأسلم لتحديد مكان الانزلاق الغضروفي ومدى شدته وكمية الضغط الناتج على الأعصاب الطرفية.
العلاج التحفظي:
عندما يكون المرض في مراحله الأولى وعندما تكون الآلام بسيطة ولا يوجد ضغط على الأعصاب الطرفية فإنه من الأفضل البدء بما يعرف بالعلاج التحفظي غير الجراحي والذي يتكون من الراحة لبضعة أيام واستخدام الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة لالتهاب المفاضل (ب) المركب، بعد ذلك تبدأ مرحلة العلاج الطبيعي الذي يساعد على التحقق من حدة الآلام ثم يعمل على تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري بالإضافة إلى ذلك فإنه من المهم تجنب الحركات المجهدة لأسفل الظهر كالانحناء والجلوس على الأرض واستخدام الحمام العربي وحمل الأثقال وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى حقن إبرة تحتوي على مادة الكورتيزون حول الانزلاق الغضروفي بغرض التقليل من الالتهاب حول الأعصاب الطرفية، إلا أن مفعولها غير مضمون وقد يكون مؤقتا.
العلاج الجراحي:
في الحالات الشديدة أو التي لا تستجيب للعلاج التحفظي فإن التدخل الجراحي قد يكون ضروريا وهو عبارة عن عملية استئصال الجزء المنزلق من الديسك والذي يضغط على ازالة الأعصاب عن طريق جرح صغير (2 : 3 سم) في أسفل الظهر وباستخدام الميكروسكوب الجراحي.
هذه الجراحة عادة ما تستغرق من 45 إلى 60 دقيقة ويتم إجراؤها تحت تخدير كامل وتصل نسبة نجاحها إلى أكثر من 95% وعادة ما يصحو المريض من البنج وقد زالت آلام الساق، أما ألم الجرح فيكون بسيطا ويستمر ليوم أو يومين يتم خلالها أخذ مسكنات بسيطة له وفي الغالبية العظمى يستطيع الخروج من المستشفى خلال يوم أو يومين بعد العملية ويستطيع المشي والجلوس والسفر بالطائرة أو السيارة لمسافات قصيرة، أما بالنسبة للعودة للعمل فذلك ممكن خلال ثلاثة أسابيع للأعمال المكتبية وستة أسابيع للأعمال الميدانية. ومع التقدم في مجال جراحة العمود الفقري فإن هذه العمليات تعتبر آمنة جدا وهي جراحة روتينية في المراكز المتقدمة. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الطرق الجراحية البديلة لاستئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق الانزيمات أو المنظار أو باستخدام الليزر الجراحي إلا أن نتائجها كانت دون المستوى المطلوب فأثبتت فشلها في الغالبية العظمى من المرضى وبالتالي فإن تطبيقاتها أصبحت محدودة جدا.
الطب البديل:
قد يلجأ بعض المرضى إلى الطب البديل أو الطب الشعبي مثل الحجامة والكي والإبر الصينية وحمامات الرمل الساخن وبعض الأعشاب كالحلبة وغيرها، وعلى الرغم من أنها قد تؤدي إلى تحسن مؤقت للألم، إلا أن الأبحاث الطبية والعلمية لم تثبت فعالية هذه الطرق البديلة، ومفعولها من الناحية العلمية مشابه لمفعول الأدوية المسكنة.
الوقاية من الديسك:
يجب تطبيق النصائح التالية:
1 - المحافظة على الوزن المثالي.
2 - المداومة على مزاولة التمارين الرياضية والتي تساعد على تقوية عضلات أسفل البطن والظهر.
3 - استخدام الطرق الصحيحة لرفع الأشياء أو تحريكها.
4 - المحافظة على استقامة الظهر عند الجلوس والمشي.
5 - استخدام الأجهزة المساندة كالمراتب الطبية ومخدات أسفل الظهر