تنمية التفكير الناقد لدى الصغار
رأى الباحثون أن المقدرة على التفكير مكتسبة أو مستحدثة أكثر من كونها فطرية* وبالتالي يمكن إجمال عدة نقاط تساعد على إكساب الصغار مهارة التفكير الناقد.
1- طرح الأسئلة:
تأتي أهمية الأسئلة من قدرتها على جذب الإنتباه واستثارة العمليات العقلية* والسؤال الجيد هو السؤال المفتوح الذي تتولد عنه مجموعة من الأسئلة* ولذلك فهو يتيميز بقدرته على جذب الإنتباه وعلى التشجيع على جمع البيانات ومعالجتها بحيث تكتسب معنى ويتبين ما بينها من علاقات* ثم تستخدم هذه العلاقات في مواقف جديدة ومختلفة.
2- استخدام الصمت:
تبين وجود اختلافات في استجابات الأفراد ترتبط بفترة الصمت * فإذا صمت السائل لمدة قصيرة حدها ثانية أو ثانيتان فالطفل يجيب إجابة مختصرة* أما إذا صمت السائل دقيقة أو أكثر فإن الطفل يسترسل ليقدم إجابة كاملة وأفكار إضافية جيدة مما يشجع على الإبداع والتأمل في الإجابة* يعبر الطفل عنه بتنوع المفردات وعمق الأفكار التي يستخدمها* كما ظهر أن التفاعل بين الصغار يصبح أكثر نشاطا* وعدد الأسئلة التي يوجهها الأطفال تزداد* حتى أن الأفراد السلبيين يصبحون أكثر أيجابية* ويعود سبب ذلك إلى حكمة السائل الذي يعبر عن رؤيته للطفل باستخدام الصمت * فصمت السائل يعني أن ينتظر من الطفل الإجابة* وقد عبر (ديوي) عن ذلك بقوله: إن كل تفكير ناقد يتضمن في بعض منه توقف الملاحظات الخارجية حتى تنضج الفكرة.
3- تقبل الإجابات: المعلم الذي يتقبل إجابات الأطفال ولا يستخدم التقييم لا بالسلب ولا بالأيجاب* سواء على إجابات الأطفال أو على سلوكهم بشكل عام* يوفر مناخا يشجع التلاميذ على أن يصبحوا هم أنفسهم مصدر التقييم لسلوكهم* أي يشجعهم على القييم الذاتي مما يجعلهم أقل شعورا بالتهديد وأكثر شعورا بالأمن* وبالتالي يكونون أكثر قدرة على مقارنة أدائهم بأداء زملائهم سواء في المعلومات أو الآراء أو القيم* فلا يكون المعلم فقط مصدر التقييم الوحيد* والبديل الآخر للإستجابة للطفل أن يقوم المعلم بإعادة صياغتها أو يستخدمها في التطبيق في موقف جديد أو يقارن بينها وبين غيرها من الأفكار.
4- التوضيح: طلب التوضيح يشبه التقبل في أن كلامهما يعكس اهتمام المعلم بفهم أفكار الطفل* فعلى حين يعبر التقبل الإيجابي عن فهم المعلم لما قاله التلميذ يعبر طلب التوضيح عن عدم فهمه* وبالتالي حاجته لمزيد من المعلومات حتى يتحقق له الفهم الجيد.
من أهم وظائف طلب التوضيح أنها تساعد نمو التفكير * فحين يطلب المعلم من الأطفال أن يبينوا أو يشرحوا إجاباتهم وكيف توصلوا إليها أو يبينوا المنطق من ورائها* فهو يوجههم للتفكير في تفكيرهم.
وتشير الكثير من الدلائل إلى أن تعبير التلاميذ عن إستراتيجيات التفكير التي يستخدمونها وعمليات التفكير التي يصلون من خلالها إلى نتائج سواء قبل أو اثناء أو بعد القيام بالتفكير مثلا* هذا النشاط ذاته ينمي التفكير الناقد.
5- تيسير الحصول على المعلومات: إذا كان أحد أهداف تعليم التفكير أن يقوم الطفل بمعالجةالمعلومات باستخدام الأستراتيجيات المختلفة كالمقارنة والأستدلال* فلا بد بداية أم يحصلوا على المعلومات التي سيقومون بمعالجتها * ولكي يساعد المعلم الطفل للسعي إلى الحصول على المعلومات لابد أن يأخذ في إعتباره حاجة الأطفال للمعرفة* وفي نفس الوقت يوفر لديهم البيانات التي يحتاجونها حتى يتمكنوا من الحصول عليها* وهو باستجابته لهذه الحاجة لدى التلاميذ يخلق مناخا يشجعهم على السعي نحو المعرفة والحصول على المعلومات.