بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
هديه صلوات ربي وسلامه عليه في النوم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هديه في النوم
مهما بلغ الإنسان من القوّة والنشاط فلابدّ له أن يأوي إلى فراشه أخيراً ، وهذه ضرورةٌ لا يمكن الاستغناء عنها
فالنوم فرصةٌ تتيح للجسد الراحة والاسترخاء ، وللفكر أن يبتعد قليلاً عن
مطارق الهواجس والخواطر التي ترهق العقل وتشغل البال ، وهو السكون الذي
امتنّ الله به على عباده في قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا
فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } يونس
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أموره كافة أسوة يُقتدي بنهجه،
ويُهتدي بهديه، كيف لا وهو صفوة الله إلى خلْقه، ورحمة منه إلى عباده.
وجوانب القدوة والأسوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم امتدّت لتشمل
هديه في نومه واستيقاظه، فقد أحاط عليه الصلاة والسلام هذه الحاجة
الإنسانية...
فكيف كان الهدي النبوي في النوم؟
* لقد كان صلى الله عليه وسلم على صلة دائمة بخالقه، حتى إذا أراد أن يعطي
جسده حقه من الراحة العناء لم ينسَ أن يتوجه إلى ربه داعياً : (الحمد لله
الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) رواه
مسلم
* كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة وعلى النطع تارة
وعلى الحصير تارة وعلى الأرض تارة وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على
كساء أسود ..ابن القيم
* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم إذا أسلم النفس لراحتها ذكَّرها بأن أمرها
أولاً وآخراً بيد بارئها لا بيد أحدٍ غيره، فيقول داعياً: ( اللهم أسلمت
نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رهبة ورغبة إليك ، لا
ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت
) متفق عليه ، وقد علّم النبي عليه الصلاة والسلام البراء بن عازب رضي
الله عنه هذا الدعاء وأمره أن يجعله آخر ما يتكلّم به ، وبشّر قائلها أن
من مات على تلك الحال بأنه يموت على الفطرة كما جاء في نص الحديث.
* كذلك كان من هديه صلى الله عليه وسلم الوضوء والاستعداد للنوم بأن يجمع
كفيه، وينفث فيهما قارئاً سور الإخلاص والمعوّذتين، ثم يمسح بكفّيه ما وصل
إليه من جسده...البخاري
* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه للنوم أن ينام على جنبه
الأيمن, ويضع يده تحت خده الأيمن داعياً ( اللهم قني عذابك يوم تبعث
عبادك) رواه أبو داود وأحمد.وكان يكرر ذلك ثلاث مرات ، مما يدل على أنه
صلى الله عليه سلم كان دائم حضور القلب مع خالقه .
* وفي المقابل جاء النهي عن النوم في أوضاعٍ معيّنة لمشابهتها لأحوال
المعذبين يوم القيامة ، ومن ذلك النوم على البطن ، فقد رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال : ( إن هذه ضجعة لا يحبها
الله ) رواه الترمذي
* وكان ينام أول الليل ويقوم آخره ، وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين.
* وكان إذا عرس بليل ( أي إذا توقف للاستراحة في السفر) اضطجع على شقه
الأيمن ، وإذا عرس قُبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه الألباني.
* وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى بعض التدابير الاحتياطيّة قبل
الذهاب إلى النوم, فقال صلى الله عليه وسلم(أغلقوا الباب ، وأوكئوا السقاء
، وأكفئوا الإناء أو خمّروا الإناء أي : قوموا بتغطيته ، وأطفئوا المصباح
؛ فإن الشيطان لا يفتح غلقا أي بابا مغلقا ولا يحلّ وكاء ، ولا يكشف آنية
، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم) رواه الترمذي ،ويقصد بالفويسقة
الفأرة .
* وكان من هديه غسل اليدين قبل النوم إذا كان بهما شيءٌ من بقايا الطعام ،
ويؤكّد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله ( من نام وبيده غمر – أي
دسومة وشحم - قبل أن يغسله فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه ) رواه البخاري.
* وأرشد كذلك بأنه إذا استيقظ الإنسان أثناء نومه فزعاً ، فعليه أن يقول :
( أعوذ بكلمات الله التامات ، من غضبه وعقابه وشر عباده ، ومن همزات
الشياطين وأن يحضرون )الإمام أحمد.
* ولما كان من طبيعة النائم عدم التحكّم في تصرّفاته جاء الأمر بغسل
اليدين قبل الوضوء أو استخدام الآنية لإزالة ما قد يكون أصابها من نجاسة
حال النوم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال (وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه ؛ فإن
أحدكم لا يدري أين باتت يده ) البخاري .
* ومن السنّة أيضاً نوم القيلولة ، وهو الاستراحة في نصف النهار ، وذلك في
حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ) رواه
الطبراني.
* أما حاله صلى الله عليه وسلم عند الاستيقاظ من النوم فكان كحاله قبله ،
دوام ذكرٍ ومزيد شكرٍ للخالق سبحانه وتعالى على نعمة الحياة بعد الممات ،
فكان يقول ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) رواه أبو
داود.
*ثم يتسوك وربما قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران من قوله تعالى: { إن في خلق السماوات والأرض.. } إلى آخرها.
الله الموفق
هديه صلوات ربي وسلامه عليه في النوم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هديه في النوم
مهما بلغ الإنسان من القوّة والنشاط فلابدّ له أن يأوي إلى فراشه أخيراً ، وهذه ضرورةٌ لا يمكن الاستغناء عنها
فالنوم فرصةٌ تتيح للجسد الراحة والاسترخاء ، وللفكر أن يبتعد قليلاً عن
مطارق الهواجس والخواطر التي ترهق العقل وتشغل البال ، وهو السكون الذي
امتنّ الله به على عباده في قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا
فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } يونس
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أموره كافة أسوة يُقتدي بنهجه،
ويُهتدي بهديه، كيف لا وهو صفوة الله إلى خلْقه، ورحمة منه إلى عباده.
وجوانب القدوة والأسوة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم امتدّت لتشمل
هديه في نومه واستيقاظه، فقد أحاط عليه الصلاة والسلام هذه الحاجة
الإنسانية...
فكيف كان الهدي النبوي في النوم؟
* لقد كان صلى الله عليه وسلم على صلة دائمة بخالقه، حتى إذا أراد أن يعطي
جسده حقه من الراحة العناء لم ينسَ أن يتوجه إلى ربه داعياً : (الحمد لله
الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي) رواه
مسلم
* كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش تارة وعلى النطع تارة
وعلى الحصير تارة وعلى الأرض تارة وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على
كساء أسود ..ابن القيم
* وكذلك كان صلى الله عليه وسلم إذا أسلم النفس لراحتها ذكَّرها بأن أمرها
أولاً وآخراً بيد بارئها لا بيد أحدٍ غيره، فيقول داعياً: ( اللهم أسلمت
نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رهبة ورغبة إليك ، لا
ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت
) متفق عليه ، وقد علّم النبي عليه الصلاة والسلام البراء بن عازب رضي
الله عنه هذا الدعاء وأمره أن يجعله آخر ما يتكلّم به ، وبشّر قائلها أن
من مات على تلك الحال بأنه يموت على الفطرة كما جاء في نص الحديث.
* كذلك كان من هديه صلى الله عليه وسلم الوضوء والاستعداد للنوم بأن يجمع
كفيه، وينفث فيهما قارئاً سور الإخلاص والمعوّذتين، ثم يمسح بكفّيه ما وصل
إليه من جسده...البخاري
* وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه للنوم أن ينام على جنبه
الأيمن, ويضع يده تحت خده الأيمن داعياً ( اللهم قني عذابك يوم تبعث
عبادك) رواه أبو داود وأحمد.وكان يكرر ذلك ثلاث مرات ، مما يدل على أنه
صلى الله عليه سلم كان دائم حضور القلب مع خالقه .
* وفي المقابل جاء النهي عن النوم في أوضاعٍ معيّنة لمشابهتها لأحوال
المعذبين يوم القيامة ، ومن ذلك النوم على البطن ، فقد رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال : ( إن هذه ضجعة لا يحبها
الله ) رواه الترمذي
* وكان ينام أول الليل ويقوم آخره ، وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين.
* وكان إذا عرس بليل ( أي إذا توقف للاستراحة في السفر) اضطجع على شقه
الأيمن ، وإذا عرس قُبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه الألباني.
* وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى بعض التدابير الاحتياطيّة قبل
الذهاب إلى النوم, فقال صلى الله عليه وسلم(أغلقوا الباب ، وأوكئوا السقاء
، وأكفئوا الإناء أو خمّروا الإناء أي : قوموا بتغطيته ، وأطفئوا المصباح
؛ فإن الشيطان لا يفتح غلقا أي بابا مغلقا ولا يحلّ وكاء ، ولا يكشف آنية
، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم) رواه الترمذي ،ويقصد بالفويسقة
الفأرة .
* وكان من هديه غسل اليدين قبل النوم إذا كان بهما شيءٌ من بقايا الطعام ،
ويؤكّد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله ( من نام وبيده غمر – أي
دسومة وشحم - قبل أن يغسله فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه ) رواه البخاري.
* وأرشد كذلك بأنه إذا استيقظ الإنسان أثناء نومه فزعاً ، فعليه أن يقول :
( أعوذ بكلمات الله التامات ، من غضبه وعقابه وشر عباده ، ومن همزات
الشياطين وأن يحضرون )الإمام أحمد.
* ولما كان من طبيعة النائم عدم التحكّم في تصرّفاته جاء الأمر بغسل
اليدين قبل الوضوء أو استخدام الآنية لإزالة ما قد يكون أصابها من نجاسة
حال النوم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال (وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه ؛ فإن
أحدكم لا يدري أين باتت يده ) البخاري .
* ومن السنّة أيضاً نوم القيلولة ، وهو الاستراحة في نصف النهار ، وذلك في
حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ) رواه
الطبراني.
* أما حاله صلى الله عليه وسلم عند الاستيقاظ من النوم فكان كحاله قبله ،
دوام ذكرٍ ومزيد شكرٍ للخالق سبحانه وتعالى على نعمة الحياة بعد الممات ،
فكان يقول ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) رواه أبو
داود.
*ثم يتسوك وربما قرأ العشر الآيات من آخر آل عمران من قوله تعالى: { إن في خلق السماوات والأرض.. } إلى آخرها.
الله الموفق