الأيام المقبلة عامرة بالأحداث الساخنة جدا تصل الي درجة الغليان السياسي وخاصة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين وذلك مع إقتراب إنتخابات مجلسي الشوري والشعب نهاية العام الجاري .
وتشتعل الأحداث داخل الجماعة مع إظهار الحكومة " للعين الحمراء" للجماعة وسلسلة الإعتقالات المتواصلة التي طالت قادتها خاصة بعد تسمية المرشد العام الجديد ومكتب الإرشاد حيث حرص النظام علي ارسال رسالة قوية للجماعة في اطار سياسة " العصا والجزرة " التي تتبناها من فترة لأخري .
ومؤخراً صدرت من أحد قيادات الجماعة المخضرمين دعوة أثارت جدلا شديدا داخل الجماعة من ناحية وداخل الحياة السياسية من ناحية اخري حيث دعا القيادي البارز الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الجماعة الي الانسحاب من الانتخابات لمدة20 عاما لا يتم خلالها المشاركة في انتخابات مجلسي الشعب أو الشوري حتي تستقر الحالة الديمقراطية في مصر .
تلك الدعوة فجرت حالة من الانتقادات تجاه ابو الفتوح حيث رفضتها قيادات الجماعة واكدوا مخالفتها لسياسة الجماعة والانجازات التي تحققت واخرها فوزها ب88 مقعد في مجلس الشعب رغم أن تلك الدعوة الفتوحية تنقذ الجماعة من موجة جديدة من الاعتقالات سوف تطيل أعضائها خلال الفترة المقبلة.
بينما يرى الاتجاه المضاد أنه حتي لو تخلت الجماعة عن نشاطها السياسي واقتصرت علي الدعوي فلن يساهم ذلك في تخفيف حدة الضغط الأمني علي الجماعة لان الحكومةلن تترك الجماعة نهائيا حتي لو تخلت عن العمل السياسي واكتفت بالعمل الدعوي.
ويؤكد أصحاب هذا الاتجاه أن انسحاب الاخوان من الحياة السياسية يتعارض مع شمولية الإسلام كما أن مشاركاتهم تنشط الحياة السياسية وأن الإخوان لابد وان يشاركوا بفاعلية في الانتخابات النيابية المقبلة والتي سوف يتحدد علي اثرها مستقبل مصر السياسي.