حق المحبة لآل البيت
رضوان الله عليهم أجمعين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا ريب أن لآل النبي صلى الله عليه وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه غيرهم وقد وردت النصوص الدالة على ذلك , فقد روى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدي خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : ( أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ... الحديث )([1]) . فهذا الحديث فيه الوصية بأهل البيت والتأكيد فيها على محبتهم وتوقيرهم واعطائهم ما لهم من حقوق وأن في ذلك طاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم . قال النووي عند شرحه لهذا الحديث : قال العلماء سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما وقيل لثقل العمل بهما([2]). ( فاتباع القرآن واجب على الأمة بل هو أصل الإيمان وهدى الله الذي بعث به رسوله ، وكذلك أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم تجب محبتهم وموالاتهم،ورعاية حقوقهم وهذان الثقلان اللذان وصى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم )([3]). قال القرطبي : وهذه الوصية ، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وابرارهم وتوقيرهم ومحبتهم ، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها([4]). وقال الدكتور محمد تقي الدين الهلالي : فيؤخذ من الحديث الوصية لأهل بيته والتأكيد فيها ولا شك أن الله أطلعه على ما سيلقاه أهل بيته من أعدائهم بعده ، ومع توكيد تلك الوصية فقد ضيعها المضيعون ، اتخذوا أهل بيته غرضاً من بعده ونصبوا لهم العداوة ولم يراعوا فيهم إلاً ولا ذمة ، فقتلوهم تقتيلاً ، وطاردوهم وسيلقون جزاءهم في الآخرة بعد ما لقوه في الدنيا ، وقوله ( ثقلين) الثقل متاع المسافر ليتركه وديعة حتى يعود من سفره ، والمقصود هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك أمرين وديعة عند أمته : أحدهما : يتبع ويقتدى به ويحكم وهو القول الفصل وهو كتاب الله . والثاني : يكرم ويراقب فيه عهده بعد وفاته كما كان يراقب فيه في حياته ، و هم أهل بيته ([5]) . و روى الحاكم باسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ))([6]). فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن بغضهم سبب لدخول النار كما حث على حبهم وجعل محبتهم دليلا على محبته عليه الصلاة والسلام فقد روى الحاكم باسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي ))([7]). فالمعنى : ( أي إنما تحبونهم لأني أحببتهم بحب الله تعالى لهم وقد يكون أمراً بحبهم لأن محبتهم لهم تصديق لمحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم )([8]) . وقد فهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته حق الفهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأحبهم واكرمهم ودعا الناس إلى اكرامهم ومحبتهم0
فقد روى البخاري باسناده إلى أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : (( ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ))([9]) . فهذا خطاب من الصديق -رضي الله عنه – ووصية منه للناس في حفظ حقوق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم (( فالمراقبة للشيء المحافظة عليه ، ومعنى قول الصديق احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم ))([10]) . وقال النووي : ومعنى (( ارقبوا )) راعوه واحترموه واكرموه([11]) . وقد أكد رضي الله عنه تلك الحقوق بما قاله لعلي رضي الله عنه فقد روى البخاري ومسلم بإسناديهما إلى أبي بكر رضي الله عنه أن قال لعلي رضي الله عنه : (( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي ))([12]) . و لا يتم إيمان الرجل إلا بحب آل البيت وهو أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :" وإن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم([13]) . وأن من محبة الله وطاعته محبة رسوله وطاعته ومن محبة رسوله وطاعته ، محبة من أحبه الرسول وطاعة من أمر الرسول بطاعته([14]) . وقال البيهقي : ودخل في جملة محبته صلى الله عليه وسلم حب آله([15]). وقال القاضي عياض : إن من علامات محبته صلى الله عليه وسلم والتي يجب على المؤمن الأخذ بها ، محبته لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم ومن هو بسببه من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين فمن أحب شيئا أحب من يحبه([16]). ولنختم هذا الأمر بما قال ابن كثير رحمه الله حيث قال : ولا ننكر الوصاية بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم واكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، و لاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين
رضوان الله عليهم أجمعين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا ريب أن لآل النبي صلى الله عليه وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه غيرهم وقد وردت النصوص الدالة على ذلك , فقد روى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدي خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : ( أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ... الحديث )([1]) . فهذا الحديث فيه الوصية بأهل البيت والتأكيد فيها على محبتهم وتوقيرهم واعطائهم ما لهم من حقوق وأن في ذلك طاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم . قال النووي عند شرحه لهذا الحديث : قال العلماء سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما وقيل لثقل العمل بهما([2]). ( فاتباع القرآن واجب على الأمة بل هو أصل الإيمان وهدى الله الذي بعث به رسوله ، وكذلك أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم تجب محبتهم وموالاتهم،ورعاية حقوقهم وهذان الثقلان اللذان وصى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم )([3]). قال القرطبي : وهذه الوصية ، وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وابرارهم وتوقيرهم ومحبتهم ، وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها([4]). وقال الدكتور محمد تقي الدين الهلالي : فيؤخذ من الحديث الوصية لأهل بيته والتأكيد فيها ولا شك أن الله أطلعه على ما سيلقاه أهل بيته من أعدائهم بعده ، ومع توكيد تلك الوصية فقد ضيعها المضيعون ، اتخذوا أهل بيته غرضاً من بعده ونصبوا لهم العداوة ولم يراعوا فيهم إلاً ولا ذمة ، فقتلوهم تقتيلاً ، وطاردوهم وسيلقون جزاءهم في الآخرة بعد ما لقوه في الدنيا ، وقوله ( ثقلين) الثقل متاع المسافر ليتركه وديعة حتى يعود من سفره ، والمقصود هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك أمرين وديعة عند أمته : أحدهما : يتبع ويقتدى به ويحكم وهو القول الفصل وهو كتاب الله . والثاني : يكرم ويراقب فيه عهده بعد وفاته كما كان يراقب فيه في حياته ، و هم أهل بيته ([5]) . و روى الحاكم باسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ))([6]). فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن بغضهم سبب لدخول النار كما حث على حبهم وجعل محبتهم دليلا على محبته عليه الصلاة والسلام فقد روى الحاكم باسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي ))([7]). فالمعنى : ( أي إنما تحبونهم لأني أحببتهم بحب الله تعالى لهم وقد يكون أمراً بحبهم لأن محبتهم لهم تصديق لمحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم )([8]) . وقد فهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته حق الفهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأحبهم واكرمهم ودعا الناس إلى اكرامهم ومحبتهم0
فقد روى البخاري باسناده إلى أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : (( ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ))([9]) . فهذا خطاب من الصديق -رضي الله عنه – ووصية منه للناس في حفظ حقوق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم (( فالمراقبة للشيء المحافظة عليه ، ومعنى قول الصديق احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم ))([10]) . وقال النووي : ومعنى (( ارقبوا )) راعوه واحترموه واكرموه([11]) . وقد أكد رضي الله عنه تلك الحقوق بما قاله لعلي رضي الله عنه فقد روى البخاري ومسلم بإسناديهما إلى أبي بكر رضي الله عنه أن قال لعلي رضي الله عنه : (( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي ))([12]) . و لا يتم إيمان الرجل إلا بحب آل البيت وهو أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :" وإن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم([13]) . وأن من محبة الله وطاعته محبة رسوله وطاعته ومن محبة رسوله وطاعته ، محبة من أحبه الرسول وطاعة من أمر الرسول بطاعته([14]) . وقال البيهقي : ودخل في جملة محبته صلى الله عليه وسلم حب آله([15]). وقال القاضي عياض : إن من علامات محبته صلى الله عليه وسلم والتي يجب على المؤمن الأخذ بها ، محبته لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم ومن هو بسببه من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين فمن أحب شيئا أحب من يحبه([16]). ولنختم هذا الأمر بما قال ابن كثير رحمه الله حيث قال : ولا ننكر الوصاية بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم واكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، و لاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين