فى الوقت الذى دخلت فيه الحرب فى اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين
أسبوعها الخامس مع تجدد المعارك ومقتل ١٧ متمردا واعتقال ٤ آخرين، فإن اتهامات الرئيس
اليمنى على عبد الله صالح للمتمردين بتلقى مساعدات من جهات إيرانية وعراقية، وإعلان الجيش
الإيرانى أنه عثر على سلاح إيرانى الصنع، من شأنها أن تطيل أمد الحرب،
بينما يرد المتمردون باتهامهم للحكومة بتلقى مساعدات وبمشاركة الطيران السعودى فى قصف
مواقعهم فى صعدة ليضيف بعدا إقليميا للحرب السادسة بين الجانبين وسط استمرار المعارك
وغموض الوضع وعدم وضوح بوادر تشير إلى قرب الحسم العسكرى فى الحرب التى أعلنت
المعارضة رفضها لها.فعلى صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت مصادر مسؤولة أن القوات
اليمنية قتلت ١٧ من المتمردين الحوثيين الشيعة واعتقلت ٤ آخرين فى معارك فى صعدة، وذكرت
المصادر أن قوات الأمن نجحت فى طرد المتمردين الحوثيين من عدد من المواقع الجديدة فى
محافظة صعدة الجبلية،
كما نفت المصادر مزاعم المتمردين الذين قالوا إن أسرة قتلت بالكامل فى منطقة الطلح حين
سقطت الصواريخ على منزلها، وقالت مصادر محلية فى صعدة إن عشرات من المتمردين سقطوا
بين قتيل وجريح فى مناطق الخيام والمهاذر والتباب، كما وقع تبادل لإطلاق النار فى مركز علب
بين قوات الأمن والمتمردين، بينما وجه الطيران الحربى ضربات موجعة لمواقع المتمردين وكبدهم
خسائر كبيرة بعدة مواقع فى صعدة ودمر عددا من سيارات تحمل المؤن لهم.
وفى الوقت نفسه، فإن وجود دور إيرانى فى الحرب الدائرة فى اليمن له مبرراته، فرغم النفى
الإيرانى الدائم وتأكيدها على وحدة التراب اليمنى، تسعى إيران إلى التدخل فى شؤون دول
الجوار الإقليمى لتعزيز المد الشيعى فى المنطقة، كما يأتى التورط الإيرانى فى الحرب لمواجهة
الدور السعودى ولو كان تدخل الرياض خفيا وتعتبر طهران أن هذا الدور يمثل خطورة على
نفوذها ومكانتها، بينما تخشى الرياض أن يقود التمرد الزيدى إلى تعزيز هذا التواجد الإيرانى
ويشكل دعما للمطالب الشيعية المتصاعدة فى المملكة بالاهتمام بحقوقهم، وتسعى بكل الطرق
إلى تحجيم الدور الشيعى والإيرانى على خلفية التوترات السياسية وما يطلق عليه بعض المراقبين
«حرب المذاهب» بين أكبر كتلتين سنية وشيعية فى شبه الجزيرة العربية والخليج العربى
والتى تتمثل فى إيران والسعودية.
ومن جهة أخرى، تأتى اتهامات المتمردين الحوثيين للحكومة بوجود مشاركة سعودية فى قصف
مواقع المتمردين ليؤكد هو الآخر إقليمية الصراع واتجاهه إلى كونه يشبه حرب الوكالة بين إيران
والسعودية، ومع نفى الحكومة اليمنية لوجود مثل هذا التدخل من جانب الرياض إلا أنه من
المؤكد أن للسعودية مصلحة فى دعم كان لصنعاء ولو كان خفيا حتى تحافظ على جبهتها
الداخلية وخشية من انتقال بؤرة الإرهاب إليها فى الوقت الذى سددت فيه ضربات قوية للإرهابيين،
الذين حاولوا اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودى مؤخرا.
ومما يؤشر على تورط جهات شيعية عراقية فى الحرب مع الحوثيين، هو إقرار التيار الصدرى
بأنه قام بوساطة مع الحكومة اليمنية لـ»وقف حقن الدماء» للحرب الدائرة بين المتمردين الشيعة
والقوات الحكومية، وذلك بعد تفاقم الانتقادات اليمنية لجهات عراقية بالتورط فى الحرب.
ومع إطالة أمد الحرب، إلا أنه من الواضح أن أى طرف لن يتمكن من حسمها بسرعة رغم تأكيد
الجيش أنه كبد المتمردين خسائر فادحة وأجبر العديد من المسلحين على الفرار والاستسلام،
حيث انتقد حسن زيد زعيم المعارضة اليمنية الحرب فى صعدة، معربا عن أسفه لانتهاك هدنة
المساعدات الإنسانية،
وقال زيد الرئيس الحالى للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة الرئيسية فى اليمن إن
الحسم العسكرى فى صعدة مستحيل وأنه يعنى «إبادة ملايين المدنيين» حيث يقطن نحو ٣ ملايين
نسمة المناطق التى يدور فيها القتال، كما أن القتل يستهدف المدنيين فى حالات كثيرة وبطريق الخطأ،
مؤكدا أن استمرار الحرب يعرض المدنيين للموت جوعا.
وفى إطار الحرب الدائرة فإن الخاسر الأول هو عشرات آلاف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل
بسبب إغلاق المناطق العسكرية وساحات المعارك فباتوا محاصرين دون إمكانية وصول الدعم الإنسانى،
حيث تشير تقارير إلى أن عددهم يفوق ٢٠٠ ألف نازح.
أسبوعها الخامس مع تجدد المعارك ومقتل ١٧ متمردا واعتقال ٤ آخرين، فإن اتهامات الرئيس
اليمنى على عبد الله صالح للمتمردين بتلقى مساعدات من جهات إيرانية وعراقية، وإعلان الجيش
الإيرانى أنه عثر على سلاح إيرانى الصنع، من شأنها أن تطيل أمد الحرب،
بينما يرد المتمردون باتهامهم للحكومة بتلقى مساعدات وبمشاركة الطيران السعودى فى قصف
مواقعهم فى صعدة ليضيف بعدا إقليميا للحرب السادسة بين الجانبين وسط استمرار المعارك
وغموض الوضع وعدم وضوح بوادر تشير إلى قرب الحسم العسكرى فى الحرب التى أعلنت
المعارضة رفضها لها.فعلى صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت مصادر مسؤولة أن القوات
اليمنية قتلت ١٧ من المتمردين الحوثيين الشيعة واعتقلت ٤ آخرين فى معارك فى صعدة، وذكرت
المصادر أن قوات الأمن نجحت فى طرد المتمردين الحوثيين من عدد من المواقع الجديدة فى
محافظة صعدة الجبلية،
كما نفت المصادر مزاعم المتمردين الذين قالوا إن أسرة قتلت بالكامل فى منطقة الطلح حين
سقطت الصواريخ على منزلها، وقالت مصادر محلية فى صعدة إن عشرات من المتمردين سقطوا
بين قتيل وجريح فى مناطق الخيام والمهاذر والتباب، كما وقع تبادل لإطلاق النار فى مركز علب
بين قوات الأمن والمتمردين، بينما وجه الطيران الحربى ضربات موجعة لمواقع المتمردين وكبدهم
خسائر كبيرة بعدة مواقع فى صعدة ودمر عددا من سيارات تحمل المؤن لهم.
وفى الوقت نفسه، فإن وجود دور إيرانى فى الحرب الدائرة فى اليمن له مبرراته، فرغم النفى
الإيرانى الدائم وتأكيدها على وحدة التراب اليمنى، تسعى إيران إلى التدخل فى شؤون دول
الجوار الإقليمى لتعزيز المد الشيعى فى المنطقة، كما يأتى التورط الإيرانى فى الحرب لمواجهة
الدور السعودى ولو كان تدخل الرياض خفيا وتعتبر طهران أن هذا الدور يمثل خطورة على
نفوذها ومكانتها، بينما تخشى الرياض أن يقود التمرد الزيدى إلى تعزيز هذا التواجد الإيرانى
ويشكل دعما للمطالب الشيعية المتصاعدة فى المملكة بالاهتمام بحقوقهم، وتسعى بكل الطرق
إلى تحجيم الدور الشيعى والإيرانى على خلفية التوترات السياسية وما يطلق عليه بعض المراقبين
«حرب المذاهب» بين أكبر كتلتين سنية وشيعية فى شبه الجزيرة العربية والخليج العربى
والتى تتمثل فى إيران والسعودية.
ومن جهة أخرى، تأتى اتهامات المتمردين الحوثيين للحكومة بوجود مشاركة سعودية فى قصف
مواقع المتمردين ليؤكد هو الآخر إقليمية الصراع واتجاهه إلى كونه يشبه حرب الوكالة بين إيران
والسعودية، ومع نفى الحكومة اليمنية لوجود مثل هذا التدخل من جانب الرياض إلا أنه من
المؤكد أن للسعودية مصلحة فى دعم كان لصنعاء ولو كان خفيا حتى تحافظ على جبهتها
الداخلية وخشية من انتقال بؤرة الإرهاب إليها فى الوقت الذى سددت فيه ضربات قوية للإرهابيين،
الذين حاولوا اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودى مؤخرا.
ومما يؤشر على تورط جهات شيعية عراقية فى الحرب مع الحوثيين، هو إقرار التيار الصدرى
بأنه قام بوساطة مع الحكومة اليمنية لـ»وقف حقن الدماء» للحرب الدائرة بين المتمردين الشيعة
والقوات الحكومية، وذلك بعد تفاقم الانتقادات اليمنية لجهات عراقية بالتورط فى الحرب.
ومع إطالة أمد الحرب، إلا أنه من الواضح أن أى طرف لن يتمكن من حسمها بسرعة رغم تأكيد
الجيش أنه كبد المتمردين خسائر فادحة وأجبر العديد من المسلحين على الفرار والاستسلام،
حيث انتقد حسن زيد زعيم المعارضة اليمنية الحرب فى صعدة، معربا عن أسفه لانتهاك هدنة
المساعدات الإنسانية،
وقال زيد الرئيس الحالى للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة الرئيسية فى اليمن إن
الحسم العسكرى فى صعدة مستحيل وأنه يعنى «إبادة ملايين المدنيين» حيث يقطن نحو ٣ ملايين
نسمة المناطق التى يدور فيها القتال، كما أن القتل يستهدف المدنيين فى حالات كثيرة وبطريق الخطأ،
مؤكدا أن استمرار الحرب يعرض المدنيين للموت جوعا.
وفى إطار الحرب الدائرة فإن الخاسر الأول هو عشرات آلاف المدنيين الذين تقطعت بهم السبل
بسبب إغلاق المناطق العسكرية وساحات المعارك فباتوا محاصرين دون إمكانية وصول الدعم الإنسانى،
حيث تشير تقارير إلى أن عددهم يفوق ٢٠٠ ألف نازح.