حسن شحاتة : العالم بيكرمني وفي مصر بيقولوا عني ده حاصل علي دبلوم تجارة
كيف لا أحب من أحبه ربه؟.. هذه هي نقطة الالتقاء بيني والكابتن حسن شحاتة، فالحماية الربانية التي يتمتع بها والملائكة التي تهبط من السماء وتنقذه من شر علاء صادق وتقلبات شوبير وتدافع عنه في مواجهة هجمات الأهلاوية وكُتابهم، والأهداف التي تدخل مرمي الخصوم في الأوقات الصعبة فتحيي بطولة وتسعد شعباً.. كلها علامات علي صلاح هذا الرجل.
حسن شحاتة بالنسبة إليّ أكبر من مجرد مدرب ناجح حقق إنجازًا لم يسبقه إليه أحد، بل هو رسول السعادة ومبعوث البهجة لشعب كُتبت عليه العيشة المرة والحياة الكئيبة إلا من لحظات سعادة كروية مسروقة يرسلها الله علي يديه.
ومن خلال معرفتي الطويلة بالكابتن حسن أستطيع أن أجزم بأن أهم ما يميز هذا الرجل هو صراحته وصدقه، فهو لا يجيد تزويق الكلام ولا يخجل من الحديث عن عيبه أو نقيصته وفي أوقات النصر أو الانكسار قادر علي أن يواجه خصومه، فلقاؤه المهم والحاسم أمام رواندا في تصفيات كأس العالم سيأتي بعد أيام ويحتاج إلي مساندة الجميع العدو والحبيب، الغريب والبعيد إلا أن شحاتة يرفض أن ينكسر أو يبدي مرونة في هذا الوقت أمام قوة علاء صادق وانقلابات شوبير أو غيرهما ممن يتلذذون ويستمتعون ويفرغون شهواتهم في إهانته كي يثبتوا رجولتهم النقدية، لكنه يتحدث ليفضح مكرهم ويكشف نواياهم الخبيثة وأحقادهم الدفينة، ويظل متمسكاً بالأمل في الوصول لكأس العالم وهو أمل حتي وإن راح فهذا لا يقلل من قدر وقيمة حسن شحاتة ولن ينال من التاريخ الكروي العظيم الذي سطره لمصر.
وتعالوا لهذا الحوار الذي أجريته مع الكابتن حسن شحاتة في نهار رمضان.. حوار فيه صدق الصائمين وشجاعة المجاهدين فاقرأوا:
> كابتن حسن بصراحة ما نسبة وصول مصر لكأس العالم في 2010؟
- لدينا أمل وبنسبة كبيرة، لكن لابد من الفوز في المباريات الثلاث المقبلة، وهذا ما نفكر فيه، لكن البعض يحاول أن يضيّع الأمل رغم أن الكرة مازالت في الملعب، ولابد أن يقوم الإعلام بدوره في توعية الجماهير بذلك.
> لكننا كنا نري في البداية أنها مجموعة سهلة؟
- الصحافة هي التي رأت ذلك وليس نحن، لكن كل شيء تغير الآن في عالم الكرة ولم تعد هناك فرق ضعيفة وأخري قوية، وكل الفرق في كل الدوريات تغيرت حتي الفرق الصاعدة، وكما رأيتم قبل ذلك فبوروندي وبتسوانا وموريتانيا فرق ليس لها تاريخ لكن الكرة لا تعترف بذلك، بدليل ما حدث في التصفيات الأولي المؤهلة لكأس العالم، ولكننا بالإصرار والعزيمة والتوفيق استطعنا أن نتغلب علي هذا المأزق.
> أعتقد أن التعالي والغرور سبب الأزمة التي نحن فيها؟
- التعالي لم يكن من الجهاز الفني أو اللاعبين، ولكنه كان من جانب الصحافة التي أوحت للرأي العام أنها مجموعة سهلة، وأننا نتعالي عليها، صحيح هناك أخطاء لكن ليس من بينها التعالي أو الغرور.
> بصرف النظر عن فكرة السهولة، فالحسابات النظرية والفنية والعملية تقول إننا الأفضل؟
- طبعاً، لأن تاريخ الناس دول لا يقارن بتاريخ مصر، وبعد بطولتي 2006 و2008 لم يعد أحد يقترب من مصر، لكننا كنا نقول للاعبين: إننا لا نعتمد علي التاريخ وانسوا الكلام ده، ولكن ليس معني أننا أبطال أفريقيا أن نتأهل فالكرة لا تعترف بهذا الكلام، والشقلبة التي حدثت في أفريقيا تجعلك قلقاً من جميع الفرق حتي التي ليس لها اسم في تاريخ كرة القدم، وهذا ليس في أفريقيا فقط، بل في آسيا وأوروبا أيضاً.
> هل كان الإعلام وحده هو الذي وضعنا في هذا المأزق عندما أوحي للاعبين أن فرصتهم أفضل من غيرهم؟
- لسنا في مأزق، وقلت قبل ذلك إنه لابد من التوفيق سواء كنا مسلمين أو حتي مع الذين ليست لهم ملة ولا دين، لكن عندما أقول إن الظروف حكمت علينا بهذا الوضع فأنا أعني أن مباراة زامبيا هي التي أوصلتنا لما نحن فيه الآن، إذ كان هناك اعتقاد لدي اللاعبين بأنهم رايحين يكسبوا بثلاثة أو أربعة أو خمسة أهداف، لذلك أحضرت لهم تاريخ زامبيا مع مصر عندما هزمتنا هنا 5/1، فعلقت ذلك لكي أخرج باللاعبين من حالة الاسترخاء التي بدت عليهم.
> ولكن هذا لم يحدث وسمعنا عن تسيب واستهتار في المعسكر السكندري قبل لقاء زامبيا؟
- لم يحدث، لكن التسيب كان بسبب الطلبة التابعين للأكاديمية بالإسكندرية، إذ حضروا في آخر يوم لأن حضورهم كان ضمن إطار الدراسة، والاشتباكات التي حدثت بين الطلبة والإعلاميين لم يكن لنا دخل فيها، لكن الصحف والإعلام أظهروا ذلك باعتبار أنه تسيب، وصوروا الطلبة والدنيا هايصة، وقالوا إن اللاعبين كانوا بياكلوا كوارع وسي فود.
> ألم يحدث ذلك؟
- عادي.. إيه المشكلة؟! فقد كنا في معسكر وليس من الضروري أن ألتزم بالطعام الروتيني، إيه المانع آكل اللي في نفسي مرة أو مرتين في معسكر يمتد 10 أيام، وأبعد عن الطعام الرياضي السلاطة والمكرونة وقطعة الإسكالوب، ما المشكلة في تغيير كهذا؟! ومن السذاجة القول إننا تعادلنا في المباراة بسبب أكلة سمك أو كوارع فهذا تفسير تافه ولا يليق بإعلام محترم ولكنه جاء من إعلام متربص.
> ماذا سيحدث لك لا قدر الله لو لم توفق في مباراة رواندا؟
- هذا السؤال تم توجيهه لي أكثر من مرة، وكان شوبير يسأل السؤال نفسه للكابتن سمير زاهر وكريم - ابني - كمان سألني السؤال ده، فقلت له إن كل شيء متروك لاتحاد الكرة، فقد حققنا في أفريقيا ما لم يحققه أحد من قبل، وكان طموحنا كجهاز فني ولاعبين وجماهير وإعلام وقيادات أن نتأهل لكأس العالم، وإذا لم نتأهل لا قدر الله فالأمر متروك لاتحاد الكرة، هتيجي تقول لي: عندك كأس الأمم في أنجولا، فسأقول لك: لا تعنيني في شيء.
> لكن ألا يدخل ضمن طموحك الشخصي الفوز بالبطولة للمرة الثالثة؟
- مش عاوز أقول أنا حققت طموحي ونمت عليه، لكن لو ذهبنا إلي أمم أفريقيا ونحن متأهلون لكأس العالم طبعاً هيبقي نفسي أحقق إنجازاً ثالثاً، أما إذا لم يكتب لنا التأهل لا قدر الله، فإن أمم أفريقيا لا تعنيني في شيء، وأعتقد أن هذا الجيل حقق الكثير إلا شيئاً واحداً ربنا يحققه لنا في هذه الأيام المفترجة.
> ولكن قيل إنك تنوي تقديم استقالتك إذا لم يوفق المنتخب في مباراة رواندا؟
- يجب أن تعلم أن هناك شيئين في حياتي لم ولن أفعلهما، الأول: إنني لم أحلف بالطلاق طوال حياتي، والثاني، إنني دائماً أتحمل المسئولية حتي آخر نفس ولم يحدث طوال تاريخي أنني تقدمت باستقالتي بسبب هزيمة أو خروج من بطولة، ولكن ما أقوله هنا إنني سأترك الحرية لاتحاد الكرة في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً لمصلحة المنتخب، وسأجد لهم ألف عذر إذا ما تمت إقالتي وأنا مؤمن بأن التغيير هو سنة الحياة ولو دامت لغيري لما وصلت إليّ.
> ما نسبة مشاركة مجلس إدارة اتحاد الكرة فيما حققته من إنجازات؟
- لا يتدخلون في أي شيء ويحاولون بقدر الإمكان تلبية جميع احتياجاتنا، خاصة في فترة ما بعد غانا 2008، ولا أريد الخوض فيما قبل ذلك، لكنهم أحسوا بنا وعاشرونا وعرفوا طباعنا، وربنا وفقنا وحققنا إنجازات في وجودهم، وفي بعض الأحيان كانوا يعتبرون أن هذه الإنجازات التي تحققت في وجودهم هي التي جعلتهم مستمرين.
> هل تغيرت معاملة اتحاد الكرة معكم في هيئته الجديدة عما سبق؟
- طبعاً، فالأمور كلها تغيرت بعد غانا 2008.
> وهل تغيرت بسبب إنجاز كأس أفريقيا أم بسبب خروج أسماء ودخول أشخاص جدد إلي اتحاد الكرة وأقصد هنا أحمد شوبير؟
- بعيداً عن الأشخاص الذين خرجوا من الاتحاد، أعتقد أنهم خرجوا لأنهم لم يكن لديهم الحق في ترشيح أنفسهم، لكن الإنجازات التي حدثت هي التي جعلت المسئولين يقتنعون بأننا نعمل بما يرضي الله.
> بعد مرور كل هذه السنوات كيف تري موقف الإعلام منك؟
- يتعامل معي بحذر، ويقال إنني أتعالي عليه وغير متعاون معه، وهذا كلام عار تماماً من الصحة وغير حقيقي، بالإضافة إلي أنني أخصص يوماً لكي أُوجد معهم، أنا والجهاز الفني واللاعبين، سواء كانوا يريدون تصريحات مني أو لقاءات صحفية أو تليفزيونية لكن هناك من أوحي بأنني أتعالي علي الإعلام زي صاحبنا اللي بيقول إني زي الطاووس المنفوش وغيره.
> شاهدت برنامجاً للدكتور علاء صادق وكان يقول إنك لست أفضل مدرب يقود المنتخب؟
- هو الذي وصفني بالطاووس المنفوش، وقال إن الظروف هي التي خدمتني في تحقيق هذه الإنجازات وإن جوزيه ولاعبي الأهلي هم أصحاب الفضل في بطولتي 2006 و2008، وعن نفسي أري أن ما قاله ليس شيئاً جديداً عليه فهو الذي سبق وصنع الفتنة بيني وجماهير الأهلي عندما أشعل الحريق في قضية عصام الحضري، لكنه طول عمره ضدي، الطريف أنه لم يصنفني ضمن أفضل المدربين في مصر وقال إن هناك مدربين أفضل مني، متجاهلاً أن أغلب من ذكرهم حصلوا علي فرصتهم مع المنتخب ولم يحققوا شيئاً، فالجوهري أستاذنا ولكنه لم يفز بكأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين، والأمر نفسه بالنسبة لفاروق جعفر وأنور سلامة لكنهم مدربون أكفاء ومحترمون.
المؤسف أنه في الوقت الذي يكرمني فيه العالم ويتم تصنيفي أفريقياً وعالمياً أجد من يخرج في بلدي ويحرمني من حقي في لقب مدرب كفء.
ولمثل هؤلاء أكتفي بأن أضع في أعينهم الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها، وسأكتفي للرد علي هذا الناقد بخطاب بلاتر رئيس دولة كرة القدم في العالم يهنئني فيه بعيد ميلادي حتي يعلم قدري وقيمتي.
المهم عليك التأكد أن الناس قادرة علي التمييز والفهم بين المغرض الكاره والأمين المخلص.
> رجل يكرهك كل هذه الكراهية ورغم ذلك يوافق ابنك علي العمل معه في إذاعة الشباب والرياضة؟
- من الممكن أن تكون رجلاً في مكانك، ويأتي عليك شخص آخر، وكريم رجل له شخصيته وعمله، وممكن يكون شايل من علاء صادق باعتباره ابني، وأتذكر أنني قلت له: لا تعط لأحد الفرصة لتطفيشك ولا تجعل أحداً يقطع عيشك، والكلام نفسه قاله الكابتن أحمد سليمان، وكريم منحاز لي لكنني لن أقطع عيشه بسبب رجل لا يحب والده، وهناك كثيرون لا يحبونني لكنهم لا يقولون ذلك في العلن وما يقوله علاء صادق نوع من الإهانة ليس له علاقة بالإنجازات والفنيات أو النقد الموضوعي.
> ولكن نفس الموقف تكرر من كريم عندما وافق علي العمل مراسلاً لقناة «الحياة» في كأس العالم للقارات رغم غضبك مما فعله شوبير وعلاء صادق قبل يومين من انطلاق البطولة إذ شنا عليك هجوماً عنيفاً؟
كيف لا أحب من أحبه ربه؟.. هذه هي نقطة الالتقاء بيني والكابتن حسن شحاتة، فالحماية الربانية التي يتمتع بها والملائكة التي تهبط من السماء وتنقذه من شر علاء صادق وتقلبات شوبير وتدافع عنه في مواجهة هجمات الأهلاوية وكُتابهم، والأهداف التي تدخل مرمي الخصوم في الأوقات الصعبة فتحيي بطولة وتسعد شعباً.. كلها علامات علي صلاح هذا الرجل.
حسن شحاتة بالنسبة إليّ أكبر من مجرد مدرب ناجح حقق إنجازًا لم يسبقه إليه أحد، بل هو رسول السعادة ومبعوث البهجة لشعب كُتبت عليه العيشة المرة والحياة الكئيبة إلا من لحظات سعادة كروية مسروقة يرسلها الله علي يديه.
ومن خلال معرفتي الطويلة بالكابتن حسن أستطيع أن أجزم بأن أهم ما يميز هذا الرجل هو صراحته وصدقه، فهو لا يجيد تزويق الكلام ولا يخجل من الحديث عن عيبه أو نقيصته وفي أوقات النصر أو الانكسار قادر علي أن يواجه خصومه، فلقاؤه المهم والحاسم أمام رواندا في تصفيات كأس العالم سيأتي بعد أيام ويحتاج إلي مساندة الجميع العدو والحبيب، الغريب والبعيد إلا أن شحاتة يرفض أن ينكسر أو يبدي مرونة في هذا الوقت أمام قوة علاء صادق وانقلابات شوبير أو غيرهما ممن يتلذذون ويستمتعون ويفرغون شهواتهم في إهانته كي يثبتوا رجولتهم النقدية، لكنه يتحدث ليفضح مكرهم ويكشف نواياهم الخبيثة وأحقادهم الدفينة، ويظل متمسكاً بالأمل في الوصول لكأس العالم وهو أمل حتي وإن راح فهذا لا يقلل من قدر وقيمة حسن شحاتة ولن ينال من التاريخ الكروي العظيم الذي سطره لمصر.
وتعالوا لهذا الحوار الذي أجريته مع الكابتن حسن شحاتة في نهار رمضان.. حوار فيه صدق الصائمين وشجاعة المجاهدين فاقرأوا:
> كابتن حسن بصراحة ما نسبة وصول مصر لكأس العالم في 2010؟
- لدينا أمل وبنسبة كبيرة، لكن لابد من الفوز في المباريات الثلاث المقبلة، وهذا ما نفكر فيه، لكن البعض يحاول أن يضيّع الأمل رغم أن الكرة مازالت في الملعب، ولابد أن يقوم الإعلام بدوره في توعية الجماهير بذلك.
> لكننا كنا نري في البداية أنها مجموعة سهلة؟
- الصحافة هي التي رأت ذلك وليس نحن، لكن كل شيء تغير الآن في عالم الكرة ولم تعد هناك فرق ضعيفة وأخري قوية، وكل الفرق في كل الدوريات تغيرت حتي الفرق الصاعدة، وكما رأيتم قبل ذلك فبوروندي وبتسوانا وموريتانيا فرق ليس لها تاريخ لكن الكرة لا تعترف بذلك، بدليل ما حدث في التصفيات الأولي المؤهلة لكأس العالم، ولكننا بالإصرار والعزيمة والتوفيق استطعنا أن نتغلب علي هذا المأزق.
> أعتقد أن التعالي والغرور سبب الأزمة التي نحن فيها؟
- التعالي لم يكن من الجهاز الفني أو اللاعبين، ولكنه كان من جانب الصحافة التي أوحت للرأي العام أنها مجموعة سهلة، وأننا نتعالي عليها، صحيح هناك أخطاء لكن ليس من بينها التعالي أو الغرور.
> بصرف النظر عن فكرة السهولة، فالحسابات النظرية والفنية والعملية تقول إننا الأفضل؟
- طبعاً، لأن تاريخ الناس دول لا يقارن بتاريخ مصر، وبعد بطولتي 2006 و2008 لم يعد أحد يقترب من مصر، لكننا كنا نقول للاعبين: إننا لا نعتمد علي التاريخ وانسوا الكلام ده، ولكن ليس معني أننا أبطال أفريقيا أن نتأهل فالكرة لا تعترف بهذا الكلام، والشقلبة التي حدثت في أفريقيا تجعلك قلقاً من جميع الفرق حتي التي ليس لها اسم في تاريخ كرة القدم، وهذا ليس في أفريقيا فقط، بل في آسيا وأوروبا أيضاً.
> هل كان الإعلام وحده هو الذي وضعنا في هذا المأزق عندما أوحي للاعبين أن فرصتهم أفضل من غيرهم؟
- لسنا في مأزق، وقلت قبل ذلك إنه لابد من التوفيق سواء كنا مسلمين أو حتي مع الذين ليست لهم ملة ولا دين، لكن عندما أقول إن الظروف حكمت علينا بهذا الوضع فأنا أعني أن مباراة زامبيا هي التي أوصلتنا لما نحن فيه الآن، إذ كان هناك اعتقاد لدي اللاعبين بأنهم رايحين يكسبوا بثلاثة أو أربعة أو خمسة أهداف، لذلك أحضرت لهم تاريخ زامبيا مع مصر عندما هزمتنا هنا 5/1، فعلقت ذلك لكي أخرج باللاعبين من حالة الاسترخاء التي بدت عليهم.
> ولكن هذا لم يحدث وسمعنا عن تسيب واستهتار في المعسكر السكندري قبل لقاء زامبيا؟
- لم يحدث، لكن التسيب كان بسبب الطلبة التابعين للأكاديمية بالإسكندرية، إذ حضروا في آخر يوم لأن حضورهم كان ضمن إطار الدراسة، والاشتباكات التي حدثت بين الطلبة والإعلاميين لم يكن لنا دخل فيها، لكن الصحف والإعلام أظهروا ذلك باعتبار أنه تسيب، وصوروا الطلبة والدنيا هايصة، وقالوا إن اللاعبين كانوا بياكلوا كوارع وسي فود.
> ألم يحدث ذلك؟
- عادي.. إيه المشكلة؟! فقد كنا في معسكر وليس من الضروري أن ألتزم بالطعام الروتيني، إيه المانع آكل اللي في نفسي مرة أو مرتين في معسكر يمتد 10 أيام، وأبعد عن الطعام الرياضي السلاطة والمكرونة وقطعة الإسكالوب، ما المشكلة في تغيير كهذا؟! ومن السذاجة القول إننا تعادلنا في المباراة بسبب أكلة سمك أو كوارع فهذا تفسير تافه ولا يليق بإعلام محترم ولكنه جاء من إعلام متربص.
> ماذا سيحدث لك لا قدر الله لو لم توفق في مباراة رواندا؟
- هذا السؤال تم توجيهه لي أكثر من مرة، وكان شوبير يسأل السؤال نفسه للكابتن سمير زاهر وكريم - ابني - كمان سألني السؤال ده، فقلت له إن كل شيء متروك لاتحاد الكرة، فقد حققنا في أفريقيا ما لم يحققه أحد من قبل، وكان طموحنا كجهاز فني ولاعبين وجماهير وإعلام وقيادات أن نتأهل لكأس العالم، وإذا لم نتأهل لا قدر الله فالأمر متروك لاتحاد الكرة، هتيجي تقول لي: عندك كأس الأمم في أنجولا، فسأقول لك: لا تعنيني في شيء.
> لكن ألا يدخل ضمن طموحك الشخصي الفوز بالبطولة للمرة الثالثة؟
- مش عاوز أقول أنا حققت طموحي ونمت عليه، لكن لو ذهبنا إلي أمم أفريقيا ونحن متأهلون لكأس العالم طبعاً هيبقي نفسي أحقق إنجازاً ثالثاً، أما إذا لم يكتب لنا التأهل لا قدر الله، فإن أمم أفريقيا لا تعنيني في شيء، وأعتقد أن هذا الجيل حقق الكثير إلا شيئاً واحداً ربنا يحققه لنا في هذه الأيام المفترجة.
> ولكن قيل إنك تنوي تقديم استقالتك إذا لم يوفق المنتخب في مباراة رواندا؟
- يجب أن تعلم أن هناك شيئين في حياتي لم ولن أفعلهما، الأول: إنني لم أحلف بالطلاق طوال حياتي، والثاني، إنني دائماً أتحمل المسئولية حتي آخر نفس ولم يحدث طوال تاريخي أنني تقدمت باستقالتي بسبب هزيمة أو خروج من بطولة، ولكن ما أقوله هنا إنني سأترك الحرية لاتحاد الكرة في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً لمصلحة المنتخب، وسأجد لهم ألف عذر إذا ما تمت إقالتي وأنا مؤمن بأن التغيير هو سنة الحياة ولو دامت لغيري لما وصلت إليّ.
> ما نسبة مشاركة مجلس إدارة اتحاد الكرة فيما حققته من إنجازات؟
- لا يتدخلون في أي شيء ويحاولون بقدر الإمكان تلبية جميع احتياجاتنا، خاصة في فترة ما بعد غانا 2008، ولا أريد الخوض فيما قبل ذلك، لكنهم أحسوا بنا وعاشرونا وعرفوا طباعنا، وربنا وفقنا وحققنا إنجازات في وجودهم، وفي بعض الأحيان كانوا يعتبرون أن هذه الإنجازات التي تحققت في وجودهم هي التي جعلتهم مستمرين.
> هل تغيرت معاملة اتحاد الكرة معكم في هيئته الجديدة عما سبق؟
- طبعاً، فالأمور كلها تغيرت بعد غانا 2008.
> وهل تغيرت بسبب إنجاز كأس أفريقيا أم بسبب خروج أسماء ودخول أشخاص جدد إلي اتحاد الكرة وأقصد هنا أحمد شوبير؟
- بعيداً عن الأشخاص الذين خرجوا من الاتحاد، أعتقد أنهم خرجوا لأنهم لم يكن لديهم الحق في ترشيح أنفسهم، لكن الإنجازات التي حدثت هي التي جعلت المسئولين يقتنعون بأننا نعمل بما يرضي الله.
> بعد مرور كل هذه السنوات كيف تري موقف الإعلام منك؟
- يتعامل معي بحذر، ويقال إنني أتعالي عليه وغير متعاون معه، وهذا كلام عار تماماً من الصحة وغير حقيقي، بالإضافة إلي أنني أخصص يوماً لكي أُوجد معهم، أنا والجهاز الفني واللاعبين، سواء كانوا يريدون تصريحات مني أو لقاءات صحفية أو تليفزيونية لكن هناك من أوحي بأنني أتعالي علي الإعلام زي صاحبنا اللي بيقول إني زي الطاووس المنفوش وغيره.
> شاهدت برنامجاً للدكتور علاء صادق وكان يقول إنك لست أفضل مدرب يقود المنتخب؟
- هو الذي وصفني بالطاووس المنفوش، وقال إن الظروف هي التي خدمتني في تحقيق هذه الإنجازات وإن جوزيه ولاعبي الأهلي هم أصحاب الفضل في بطولتي 2006 و2008، وعن نفسي أري أن ما قاله ليس شيئاً جديداً عليه فهو الذي سبق وصنع الفتنة بيني وجماهير الأهلي عندما أشعل الحريق في قضية عصام الحضري، لكنه طول عمره ضدي، الطريف أنه لم يصنفني ضمن أفضل المدربين في مصر وقال إن هناك مدربين أفضل مني، متجاهلاً أن أغلب من ذكرهم حصلوا علي فرصتهم مع المنتخب ولم يحققوا شيئاً، فالجوهري أستاذنا ولكنه لم يفز بكأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين، والأمر نفسه بالنسبة لفاروق جعفر وأنور سلامة لكنهم مدربون أكفاء ومحترمون.
المؤسف أنه في الوقت الذي يكرمني فيه العالم ويتم تصنيفي أفريقياً وعالمياً أجد من يخرج في بلدي ويحرمني من حقي في لقب مدرب كفء.
ولمثل هؤلاء أكتفي بأن أضع في أعينهم الشهادات والأوسمة التي حصلت عليها، وسأكتفي للرد علي هذا الناقد بخطاب بلاتر رئيس دولة كرة القدم في العالم يهنئني فيه بعيد ميلادي حتي يعلم قدري وقيمتي.
المهم عليك التأكد أن الناس قادرة علي التمييز والفهم بين المغرض الكاره والأمين المخلص.
> رجل يكرهك كل هذه الكراهية ورغم ذلك يوافق ابنك علي العمل معه في إذاعة الشباب والرياضة؟
- من الممكن أن تكون رجلاً في مكانك، ويأتي عليك شخص آخر، وكريم رجل له شخصيته وعمله، وممكن يكون شايل من علاء صادق باعتباره ابني، وأتذكر أنني قلت له: لا تعط لأحد الفرصة لتطفيشك ولا تجعل أحداً يقطع عيشك، والكلام نفسه قاله الكابتن أحمد سليمان، وكريم منحاز لي لكنني لن أقطع عيشه بسبب رجل لا يحب والده، وهناك كثيرون لا يحبونني لكنهم لا يقولون ذلك في العلن وما يقوله علاء صادق نوع من الإهانة ليس له علاقة بالإنجازات والفنيات أو النقد الموضوعي.
> ولكن نفس الموقف تكرر من كريم عندما وافق علي العمل مراسلاً لقناة «الحياة» في كأس العالم للقارات رغم غضبك مما فعله شوبير وعلاء صادق قبل يومين من انطلاق البطولة إذ شنا عليك هجوماً عنيفاً؟