مفتى الجمهورية: لا يحق للإنسان أن يستأثر بخيرات الكون وطيباته دون غيره
كد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أنه يجب على الإنسان تحمل مسئولية إعمار الكون والمحافظة على البيئة
وتنميتها في مقابل ما ينعم به من تسخير الكون لخدمته وسعادته
حيث أن المحافظة عليها مسئولية يحاسب الإنسان عليها في الآخرة ويجازى بمقتضى فعله فيها.
وأضاف مفتى الجمهورية انه لا يحق للإنسان ـ تبعا للمنهج الإسلامي ـ
أن يستأثر بخيرات الكون وطيباته دون غيره على المستوى الزماني أو المكاني
وأن الخلافة التي هي وظيفة الإنسان في الأرض تعني ضرورة الاعتناء بالبيئة وبجميع الكائنات
وأن الانتفاع بها حق مكفول للجميع ومشترك بين الناس بصفتهم الإنسانية ، الأمر الذي لم يجعله الله حقا لقوم أو فئة دون غيرها.
ونوه الدكتور على جمعة في تصريح له السبت بمناسبة مشاركته في أعمال مؤتمر حماية البيئة بتركيا
والذي يبدأ غدا ويستمر ثلاثة أيام إلى أن الشريعة الإسلامية
التي أوجبت على الإنسان المحافظة والرحمة والرفق بالكون والبيئة أوجبت له حقا يُطَالِبُ به وهو أن يعيش في بيئة نظيفة جميلة ،
يشعر فيها بالحرية والكرامة.
وطالب مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة الناس جميعا بالمشاركة والتعاون على عدم الإفساد في البيئة ،
مشيرا إلى أن الشرع الإسلامي لم يقف عند حدود المحافظة على البيئة بل تعداها إلى تنميتها والإصلاح فيها،
مؤكدا أن الإسلام حث على العمل والتفكر والبحث عن أسرار الكون كأحد الدلالات على الوجود الإلهي.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن الإسلام تعامل مع الطبيعة والكون من منطلق الحب والاحترام ،
وهو مستوى رفيع يزيد على مستوى المحافظة والتنمية وأن الكون في المنظور الإسلامي طائع لله يسبح ويسجد ،
يحب الطائعين ويبكي رحيلهم عن الدنيا ويبغض العاصين الكافرين.
ومن المقرر أن يلقى مفتى الجمهورية كلمة فى أعمال مؤتمر حماية البيئة بتركيا والذي يستمر ثلاثة أيام
يركز فيها على الخطة المزمع إعلانها في نهاية المؤتمر للحفاظ على البيئة
ويطالب بحشد الجهود من قادة ومؤسسات إسلامية بعينها بالاشتراك مع مؤسسات وثيقة الصلة من أتباع الديانات الأخرى لتنفيذها.
كما يطالب مفتى الجمهورية بتعزيز الجهود الدءوبة للهيئات القومية والإقليمية والدولية للمساعدة في حماية البيئة العالمية.