السيدة النقية التقية ( فاطمة الزهراء- بنت رسول الله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً ومرحباً بكم أحبائى فى الله .

تعالوا بنا نطوف فى بستان السيرة الرائعة الطاهرة نتوقف عند إحدى زهراتها الطاهرات
هى فاطمة بنت نبينا صلى الله علية وسلم صاحبة السيرة العطرة هى خير زاد لنسائنا وبناتنا حيث تجعل القلوب المؤمنة تتدفق بنور اليقين وتتصل بحبل من الإيمان والتقوى فهى ابنه سيد الأولين والآخرين صلى الله علية وسلم وأمها سيدة نساء العالمين خديجة رضى الله عنها .
وما أحوجنا أن نتعايش بقلوينا مع هذة اللقطات من سيرتها العطرة وأن نتجرد من هموم الدنيا لنعيش تلك اللحظات الغالية فى بيت النبوة لنرى الحياة الحقيقية التى عاشها النبي صلى الله علية وسلم مع أمنا خديجة وابنته فاطمة رضى الله عنها .

كان ميلاد فاطمة رضى الله عنها فى أم القرى اثناء تجديد قريش لبناء الكعبة [ قبل البعثة بخس سنوات ] ففرح النبي صلى الله علية وسلم بها فرحاً عظيماً وأحس من أول لحظة أنها ستكون فتاة مباركة وسماها فاطمة وكانت أشد بناته شبهاً به صلى الله علية وسلم .
ونشأت فاطمة فى أعظم وأطهر بيت فى الكون كله , إنه بيت الحبيب صلى الله علية وسلم فكانت فاطمة تنهل من معين النبوة الصافى وكانت أمها خديجة رضى الله عنها تغمرها بحبها وحنانها ولذلك لم تسترضع لها كعادة العرب وقتها بل أرضعتها هى بنفسها فرضعت فاطمة من خديجة الحلم والحياء والمروءة والطهر والعفاف والحكمة ولأدب وحسن الخلق وكل الصفات الحميدة فنشأت أفضل وأطيب نشأة .
وفاطمة فتحت عيناها على مائدة التقى والطهر ونشأت على التقوى بين الصلوات والتسبيحات التى تنبعث من فم ابيها وأمها فكان لهذا دور كبير فى تكوين شخصية فاطمة الفريدة رضى الله عنها .
ولأنها كانت أصغر الذرية الطاهرة فى البيت المحمدة فقد حظيت بالحنان الراقى الطاهر وفى جنةأبويها تبوأت الزهراء مكاناً عالياً فتعلمت منهما ما لم تتعلمه فتاة فى مكة أو غيرها ، تعلمت آيات الذكر الحكيم لهذا ففى مهد الإيمان نشأت الزهراء نشأة جد واعتكاف ووقار وحياء فكانت ساكنة النفس قوية القلب صافية السريرة لاتعرف إلا الإيمان ولا يعرفها إلا الإيمان .
وفى تلك الدار المباركة علمت الزهراء على مر السنين أنها سليلة شرف لا يدانية شرف ومكانة لا تبارى ونقاء لا يجارى فقد جمعت بين عراقة النسب وكرامة المجد كريم الصفات وجميل المحاسن فغدت منفردة بين بنات قومها بل بنات الدنيا باسرها .
وبعد وفاة خديجة أم الزهراء كانت الزهراء تنهض بأعباء البيت النبوي وترعى أبها الكريم وتفيض علية من عطفها وحبها حتى دعاها أصحاب رسول الله صى الله علية وسلم بأم النبي أو أم ابيها .
وياله من لقب نالته الزهراء الطاهرة ويالة من شرف كان من حظها رضى الله عنها .
وتعالوا بنا قبل أن نقلب بعض صفحات ونستعرض بعض لقطات من حياتها – رضى الله عنها
تعالوا نعيش قليلاً فى ظل المكارم التى إكتنفتها من كل جنب
*أبوها هو سيد الأولين والآخرين الذى خلقه الله عز وجل ليكون رحمة للعالمين صلى الله علية وسلم .
* أمها سيدة نساء العالمين رضى الله عنها أول من اسلم من النساء وهى التى جاءها جبريل علية السلام ليبلغها السلام من عند السلام جل جلالة وهى التى بشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
*وفاطمة نفسها رضوان الله عليها هى سيدة نساء العالمين فى زمانها .
*وولداها " الحسن والحسين " – رضوان الله عنهما – سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله صلى الله علية وسلم .
*وزوجها أمير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه الذى يحب لله عز وجل ورسوله صلى الله علية وسلم ويحبه الله عز وجل ورسوله صلى الله علية وسلم ، هو الذى قال له النبي صلى الله علية وسلم : أنت منى وانا منك ( البخارى 4251 ) وقال له كذلك : ألا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي . ( البخارى 4416 ) .
*وعمها سيد الشهداء وأسد الله حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه الذى هو عم الرسول صلى الله علية وسلم واخوه من الرضاعة .
*وعم أبيها هو العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه الذى كان يمنع الجار ويبذل المال ويعطى فى النوائب ويطعم الجائع .
*وابن عم أبيها هو جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه السيد الشهيد الكبير الشأن علم المجاهدين الذى يطير فى الجنة مع الملائكة بجناحين .
ولواستطردنا فى الكلام عن المكارم التى أحاطت بها لم نستطع أن نذكرها كلها .
هذة بعض سطور تم نقلها بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه .

وانا هنا لأذكر نفسى وأذكركم أن دراسة السيرة أو بعض الصور من السيرة هو ليس من قبيل التعرف فقط على حياة هؤلاء العظام من القوم فقط بل نستقى منها العبر ونهتدى بخطى اصحابها الكرام نتعلم منها أمور ديننا ودنيانا لنسير على النهج الحق دون تقصير أو إفراط .
نريده إسلاماً حقيقياً لا مغالاه فيه ولا تقديس فيه لأحد
إسلاماً بفهم صحابه رسول الله صلى الله علية وسلم وآل بيته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
ونتعشم وندعو الله عز وجل أن نكون من المقبولين فى عبادة الصالحين
وأن يجمعنا مع حبيبنا المصطفى صلى الله علية وسلم وصحابته الكرام وآل بيته رضوان الله عليهم فى الجنة إن شاء الله

تعالوا بنا نكمل بعض صور من حياة الزهراء رضى الله عنها وارضاها

قبل بعثة أبيها صلى الله علية وسلم كانت ارض الجزيرة تموج فى الكفر موجاً وكانت فاطمة – رضى الله عنها – ترى ما كان الناس يفعلونه من عبادة الأصنام وغير ذلك من الجاهلية لكنها فى الوقت ذاته كانت ترى أباها صلى الله علية وسلم لم يسجد لصنم قط ولم يشرب خمراً قط فكانت تتعايش بقلبها فى معين الفضائل والأخلاقيات العذبة الرقراقة التى كانت تنساب من أبيها وأمها .

ولما اذن الله جل وعلا بأن تشرق شمس الهداية على ارض الجزيرة وأرسل جبريل – عليه السلام – إلى الحبيب صلى الله علية وسلم بالقرآن الذى فيه سعادة البشرية جمعاء وكانت أمها خديجة – رضى الله عنها - أول من أسلمت . وأسلمت فاطمة واخواتها – رضى الله عنهن – فكان لهن السبق إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله علية وسلم .

قال ابن اسحاق يصف وقت إن كانت الدعوة على الإسلام فى مهدها : إن قريشاً اشتد أمرهم للشقاء الذى أصابهم فى عداوة رسول الله صلى الله علية وسلم ومن أسلم معه منهم ، فأغروا برسول الله صلى الله علية وسلم سفهاءهم فكذبوه وأذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون ، والرسول صلى الله علية وسلم يظهر أمر الله لا يستخفى به يظهر لهم ما يكرهون من عيوب دينهم وقد تعرض النبي صلى الله علية وسلم لكثير الكثير من أذى قريش .

وها هو نص حديث رائع أسوقه لكل مغالى فى الدين منكراً لفضل أبو بكر الصديق رضى الله عنه

عن على بن ابى طالب رضى الله عنه قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله علية وسلم وأخذته قريش ، فذا يجبأه [ أى يفاجئه ويباغته ] وهذا يتلته [ أى يحركة ويزعزعة من مكانه ] وهم يقولون : أنت الذى جعلت الآله إلهاً واحداً ؟ قال فوالله مادنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويجبأ هذا ويتلتل هذا وهو يقول : ويلكم " اتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " [ غافر 28 ] ثم رفع على -رضى الله عنه - بردة كانت عليه فبكى حتى اخضلت لحيته ثم قال : انشدكم الله أمؤمن آل فرعون خيرٌ أم أبو بكر ؟؟ فسكت القوم . فقال : ألا تجيبونى ؟؟
فو الله لساعة من أبى بكر خير من الف ساعة من مثل مؤمن آل فرعون ، ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه . [البخارى 3856]

لاحظوا هذا الحديث الشريف جيداً .

هو يروى قصة حدث بطولي لأبى بكر رضوان الله عليه الذى رفض أن يتعامل كفارقريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة غير لائقة أو سخيفة فتدخل لنهو الأمر وحده ولم يجروء أحد آخر على التدخل من شدة الخوف من غلظة قلوب كفار قريش ولضعف المسلمين وقتها .

وكان تدخل أبو بكر الصديق تدخلاً فاعلاً مؤثراً إيجابياًَ فهو لم يدخل ليستسمحهم أن يتركوا الرسول صلى الله علية وسلم وشأنه لأن له رحماً مثلاً أو لأنه فرد واحد ضد مجموعه.

أبداً لم يحدث هذا من الصديق رضوان الله عليه بل هو يتدخل وأنا اتصوره يدفع القوم يزيح هذا ويسكت ذلك بكل القوة والشجاعة [ رغم كون أبو بكر رضى الله عنه ضئيل الجسم ] ولكنها قوة الحق وشجاعة الواثقين فى الله عز وجل .
ياله من رجل عرف الحق فأحبه فالتزمه ودافع عنه بكل الحب وبكل ما يملك .
ياله من رجل لا يخشى فى الله لومة لائم رضى الله عن أبى بكر رضى الله عنه .

وبعد هذا المشهد الرائع العجيب المؤثر

هاهو رسول الله صلى الله علية وسلم وحبيب القلب والفؤاد يوضح مكانه أبو بكر الصديق ويقارن هذا الموقف بموقف مؤمن آل فرعون ولكنه صلى الله علية وسلم يخبرنا أن منزلة أبى بكر اعلى بكثير جداً جداً جداً من منزلة مؤمن آل فرعون لأن مؤمن آل فرعون أخفى إيمانه أما أبو بكر رضى الله عنه قد أعلن هذا الإيمان .
هل هناك تكرم أو أوسمة أو نياشين أعلى أو أكرم من شهادة الصادق المصدوق فى حق أبو بكر رضى الله عنه ؟؟
ومن الذى يروى الحديث ؟؟
إنه على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه
إن الحدث عبارة عن موقف بطولى فعلاً و مع هذا الذى يرويه هو سيدنا على رضى الله عنه

وها هو مجتمع الصحابة الراقى لا غل فيه ولا حسد ولا ضغائن ولا كراهية ولا أحقاد
و تعالوا يا من تتشدقون بالتقرب إلى الله بحب أمير المؤمنين على بن ابى طالب لتعرفوا أولاً كيف كانت أخلاق على -رضى الله عنه-و كيف كان حلمه وشهادته بالحق دوماً .

تعالوا نعرف كم أحب على رضى الله عنه صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم و هو كان واحدا منهم .
تعالوا نعرف كيف كان إخلاص سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه لله عز وجل .

هو كان يشهد بالحق لا يعرف تزوير التاريخ .

وأنا فعلاً أدعو الجميع لأن نتعامل مع الإسلام على إنه دين الإستسلام لرب العالمين وحده لا شريك له .
تعالوا نعرف الإسلام على حقيقته السمحة كما أنزله الله تعالى على قلب حبيبنا صلى الله علية وسلم وفهمه منه الصحابة ذلك الجيل الطاهر المبارك الذى اختاره الله عز وجل أن يحمل هم الدعوة للإسلام والإسلام فى مهده الأول .

لا نريد غلواً ولا نريد حقداً ولا نريد مزايدة فى الدين .

عرفنا فى اللقاء السابق كيف كان الرسول صلى الله علية وسلم يتعرض للأذى من قريش .
كانت فاطمة رضى الله عنها تتمنى أن تفدى أبيها رسول الله صلى الله علية وسلم بنفسها بل وبالدنيا كلها وتعالوا بنا إلى مشهد مهيب .
ها هو عقبة بن أبى معيط يتعرض للحبيب صلى الله علية وسلم بالإيذاء ليتقرب إلى زعماء قريش وسادتهم .
فعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : أن النبي صلى الله علية وسلم كان يصلى عند البيت و ابو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض :أيكم يجيئ بسلى جزور [ السلى هى الجلدة التى يكون فيها الولد يقال ذلك من البهائم أما الأدميين فتسمى المشيمة ] بنى فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد ، فإنبعث أشقى القوم [ عقبة بن معيط كما عند البخارى ومسلم ] فجاء به ,فنظر حتى سجد النبي صلى الله علية وسلم ووضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغنى شيئاً ، لو كانت لى منعة .
قال : فجعلوا يضحكون ويخيل [ أى يميل من كثرة الضحك ] بعضهم على بعض ، ورسول الله صلى الله علية وسلم ساجد لا يرفع رأسة حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره ، فرفع رأسه ثم قال " اللهم عليك بقريش " ثلاث مرات فشق عليهم إذا دعا عليهم .
قال : وكان يرون أن الدعوة فى ذلك مستجابة ثم سمى " اللهم عليك بأبى جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبى معيط " وعد السابع فلم نحفظه .
قال : فوالذى نفسي بيده لقد رأيت الذين عدَ رسول الله صلى الله علية وسلم صرعى فى القليب ، قليب بدر [ البخارى 240] .

ولقد تم أسر عقبة بن أبى معيط فى غزوة بدر ,امر النبى صلى الله علية وسلم بقتله من دون المشركين لكثرة إيذائه للحبيب صلى الله علية وسلم .
إنتهى إلى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول حول رسول الله صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه .


هاهى شجاعة فتاه صغيرة فى الإسلام تدافع عن رسول الله
ماذا فعلنا نحن ؟؟؟؟
إنه موقف مخجل فعلاً .
فتاه صغيرة تتحدى صناديد قريش وتقف فى وجههم تدافع عن رسول الله صلى الله علية وسلم تدافع عن الحق الذى آمنت به .
تدافع عن الحق دون خوف وبشجاعة الرجال الأشداء رغم كونها فتاة صغيرة

ولكنه نور الحق الذى يجعل القلوب كقلوب الأسود الضارية على الأعداء ويجعلها كقلب الأم الحانية على المسلمين .
نور الحق الذى يثبت القلوب المؤمنة بالله عز وجل .
نور الإيمان الذى يزلزل قلوب المشركين ويهز كيانهم ليجعلهم يستعرضون أنفسهم فعلاً
والحديث فى رواية أخرى عن البخارى برقم (520) به إضافة رائعة " حيث يرويه إسرائيل عن أبى إسحاق ...... فإنطلق منطلق إلى فاطمة – وهى جويرية - فأقبلت تسعى وثبت النبي صلى الله علية وسلم ساجداً حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم ".
فتاة صغيرة على الحق أزالت الباطل بيدها بل ولم تكتفى بهذا وإنما أخذت توبخ من فعل هذا وتسبه ..
أى شجاعة هذة التى تمثلت بها الفتاة الصغيرة فاطمة الزهراء
أى قوة هذة التى امتلكتها الفتاة الصغيرة فاطمة الزهراء
أى اثبات على الحق هذا الذى كان من نصيب الفتاة الصغيرة فاطمة الزهراء
هى قدوتك أختى فى الله أعزك الله ورعاكى وجعل الجنة مثواكي
بل هى والله قدوة للرجال أيضاً فى قوتها وشجاعتها وثباتها على الحق .
إخوانى وأخواتى فى الله إن الفخر ورفع الرأس من الأشياء المحببة للنفس البشرية
فليكن فخرنا بثباتنا على الحق وقوتنا فى الدفاع عن الحق وشجاعتنا فى مواجهة الباطل
هذة هى المفاهيم الصحيحة والسليمة للفخر والعزة
من أراد أن يفتخر فليتعلم الأمور الدينيه الشرعية وكذلك الأمور الدنيوية ليكون فرداً مسلماً صالحاً منتجاً فاعلاً فى المجتمع .

وليعتبر كل منه نفسه حجراً فى بناء الإسلام إن كان هذا الحجر صلباً جميلاً وكذلك بقية الأخوان فسيعلوا بناء الإسلام قوياً رائعاً جميلاً

وليسأل كل منا نفسه ماذا قدم لدينه ؟
وماذا فعل لترتفع راية الإسلام ؟
وصدقونى لو فعل كل منا ولو شيئاً يسيراً بسيطاً لكان الأثر شديداً
لأننا والحمد لله عددنا ليس بالقلي .

وأنا من وجهه نظري كل ما نحتاجه أن نشعر فعلاً وبصدق أن الإسلام هو ديننا ونحن مسؤلون عنه فى الآخرة

تعلوا بنا نستحى من الله عز وجل إن سألنا يوم القيامة ماذا قدمتم للدين الذى أرتضيته لكم ؟؟ هل أقمتوه ؟؟ هل ناصرتوه ؟ هل نشرتوه ؟؟
ليبدأ كل منا فى إعداد الجواب لهذة الأسئلة من الآن .

عرفنا فى اللقاء السابق كيف كان حقد وغل مشركى مكة تجاة الرسول صلى الله علية وسلم ومن آمن معه فى أحد الشعاب فى مكة ومنع القوات عنهم وعن أطفالهم وتم تضييق الحصار على المسلمين وأنقطع عنهم الغذاء حتى بلغ بهم الجهد أقصاه وكانت أصوات أطفالهم الباكية جوعاً يسمعها السامع من وراء الشعب
لدرجة انه روى يونس عن سعد بن ابى وقاص قال : خرجت ذات ليلة لأبول فسمعت قعقعة من جلد بعير يابسة فأخذتها وغسلتها ثم أحرقتها ورضضتها بالماء قويت بها ثلاثاً [ أى اتخذها طعاماً لثلاث ]
وهكذا كان الحصار مؤلم وقد أضناهم الحرمان وألجأهم أن يطعموا مالا مساغ له .
وقد أحزنت تلك الآلام بعد ذوى الرحمة من قريش فكان أحدهم يوقر البعير زاداً ثم يضربة فى إتجاه الشعب ويترك زمامة ليصل إلى المحصورين فيخفف شيئاً مما بهم من أعياء وفاقة.
واستمرت هذة الحال ثلاث سنوات وكان رباط الإيمان وحدة هو الذى يمسك القلوب
وكانت فاطمة – رضى الله عنها – مع المحاصرين وقد أثر الحصار والجوع فى صحتها تأثيراً بالغاً فقد عاشت تلك المحنة بكل قسوتها والمها وأحزانها حتى جاء الفرج من عند الله عز وجل وأنتهى الحصار .

ولكن ما إن خرجت طائفة المسلمين من الحصار الذى أثر فى صحة الزهراء – رضى الله عنها- حتى أصيبت بمصاب عظيم فقد ماتت أمها خديجة – رضى الله عنها - التى كانت يداً حانية وقلباً رحيماً فحزنت عليها الزهراء حزناً شديداً ولكنها إحتسبتها عند الله لتفوز بثواب الصابرين .

ولكن ان كانت خديجة رضى الله عنها قد ماتت فإن الحبيب صلى الله علية وسلم الذى يحب إبنته فاطمة من كل قلبه مازال حياً يرعاها ويحنو عليها ويعطيها من علمه وهديه وأخلاقه لذا فقد تعلقت فاطمة بأبيها رسول الله صلى الله علية وسلم تعلقاً شديداً فهو صاحب القلب الرحيم الذى لو قسمت الرحمة التى فى قلبه على الناس لكفتهم أجمعين فكيف بحاله مع إبنته الحبيبة الزهراء – رضى الله عنها وأرضاها .
ولما اشتد إيذاء المشركين بأصحاب الحبيب صلى الله علية وسلم أذن لهم بالهجرة ثم هاجر الحبيب صلى الله علية وسلم بعد ذلك إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه وترك علياً رضى الله عنه لينام فى فراشه ليؤدى الودائع التى كانت عند رسول اله صلى الله علية وسلم لأصحابها من المشركين .
ولمست فاطمة رضى الله عنها هذا الدور العظيم الذى قام به على كرم الله وجهه ليفدى أباها صلى الله علية وسلم فكانت فاطمة لا تنسى هذا الموقف العظيم لعلى رضى الله عنه
فلما نام على كرم الله وجهه ليلة الهجرة على فراش النبي صلى الله علية وسلم ليفديه كان الجزاء أن الله عز وجل أسعد فراش على رضى الله عنه بفاطمة الزهراء لترضيه .
لقد حمى المغوار حيدرة ( على بن ابى طالب رضى الله عنه ) الدعوة فى شخص النبى صلى الله علية وسلم لما نام فى فراشه فى أصعب ليلة مرت بها الدعوة ،
فهو ينام فى الفراش وهو يعلم أن على الباب رجالاً لا يريدون إلا رأس النائم على الفراش .
وفى الصحيحين أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال لفاطمة : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء هذة الأمة أو نساء المؤمنين .
وفى الصحيحين عن المسور بن مخزمة أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : فاطمة بضعه منى فمن أغضبها أغضبني .
وعن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة على ( على بن أبى طالب ) وعمار وسلمان .
وفى السنة الثانية للهجرة تزوج على بن أبى طالب رضى الله عنه من فاطمة الزهراء رضى الله عنها وبنى بها وذلك عقب غزوة بدر الكبرى .
حيث قال صلى الله علية وسلم : ان الله أمرنى أن أُزوج فاطمة من على [ الهيثمى فى المجمع 15208 ]
وتخيلوا ما يكون مهر بنت الرسول صلى الله علية وسلم ؟
وكيف يكون حفل الزواج ؟
ومن هى الشخصيات التى حضرت هذا الحفل المهيب ؟؟
هى أسئلة سنعرفها فى اللقاء القادم إن شاء الله
إنتهى إلى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظة الله .


ولكن القارئ لهذا النص فعلاً يستشعر حلاوة الإيمان والتقرب من الرحمن والعمل بما أنزل الله عز وجل فى قرآنه وعلى لسان نبيه صلى الله لية وسلم ومن فعل هذا فله الجزاء والإحسان من رب غفور ودود حليم كريم سبحانه وتعالى عما يصفون .
ونرى هذا لما ضحى سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه بنفسه فداءاً للحبيب صلى الله علية وسلم وكان وقتها لا يزال غلاماً رضى الله عنه .
غلام ولكنه كان بألف رجل أو قل بمليار رجلاً فعلاً
هو ينام فى فراش الموت حباً لله وفداءاً لرسول الله صلى الله علية وسلم
فكيف يكون الجزاء ؟؟؟

تعالوا بنا نكمل لعض لقطات وصور من حياة الزهراء رضى الله عنها
عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال خطبت الى النبى صلى الله عليه و سلم إبنته فاطمة . قال فباع على رضى الله عنه درعاً له وبعض ما باع من متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين درهم و أمر النبي صلى الله علية وسلم أن يجعل ثلثية فى الطيب وثلثاً فى الثياب ومجَّ فى جدة من ماء فأمرهم أن يغتلسوا به ,قال : وأمرها ( أى فاطمة ) أن لا تسبقه برضاع ولدها . قال : فسبقته برضاع الحسين وأما الحسن فإنه صلى الله علية وسلم وضع فى فيه [ فمه ] شيئاً لا ندرى ما هو ، فكان أعلم الرجلين [ الهيثمى فى المجمع 15030]
إنها فاطمة بنت رسول الله صلى علية وسلم سيد الأولين والآخرين وعلى الرغم من ذلك كان مهرها درع على بن أبى طالب الحطمية وأهديت إليه ومعها خميلة ومرفقة من أدم حشوها ليف وقربه ومنخل وقدح ورحى وجرابان ودخلت عليه ومالها فراش غير جلد كبش ينامان عليه بالليل وتعلف عليه الناضح بالنهار وكانت هى خادمة نفسها .
هذة هى الزهراء - رضى الله عنها - ذات الدين الخيرة القانعة الشاكرة لأنعم الله عز وجل .
وأحتفل بنو عبد المطلب والصحابة الكرام يهذا الحدث السعيد ، ونحر حمزة بن عبد المطلب بعض إبله وأطعم الناس وانتقلت فاطمة إلى بيت الزوجية الذى كان فى غاية البساطة والتواضع وكان هذا البيت بعيداً عن منازل النبي صلى الله علية وسلم .
ولم يطق الرسول صلى الله علية وسلم صبراً على ابتعاد منزل الزهراء عنه فعزم على أن يحولها إلى جواره وكانت تجاوره صلى الله علية وسلم منازل لحارثة بن النعمان الذى جاء إلى النبي صلى الله علية و سلم وقال له : بلغنى إنك تريد أن تحول فاطمة إليك وهذة منازلى وهى أقرب بيوت بنى النجار اليك وإنما انا ومالى لله ورسوله ... والله يارسول للمال الذى تأخذ منى أحب إلىَّ من الذى تدع .
فقال رسول الله صلى الله علية وسلم : صدقت ، بارك الله عليك.
ثم حول فاطمة الزهراء إلى جواره واسكن منزلاً من بيوت حارثة رضوان الله عليه .

انتهى إلى هذا الحد نصنا المنقول بصدق من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصري حفظه الله ورعاه

هذة هى أخلاق الصحابة وهذا مثال سيدنا حارثة بن النعمان رضى الله عنه وأرضاه رضى الله عن الصحابة أجمعين الغر الميامين الذين أحبوا هذا الذين وبذلوا لرفعته الغالى والثمين
هذا هو حب الصحابة لآل البيت الطاهر وهذة هى تضحيات الصحابة لآل البيت النبوي الشريف
كانوا أخواناً فى الله أحباباً فى الله وسيلتقوا إن شاء الله فى الجنة متجاورين
اللهم بفضلكم وكرمك وجودك أجمعنا معهم وأحشرنا معهم وأبعثنا معهم وأجعل لنا نصيبا معهم .
اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف
اللهم آمين يارب العالمين
هذا هو الجيل الفريد لرجال ونساء كان كل همهم إرضاء الرب والعيش من أجل الله رب العالمين وحده لا شريك له فى ملكه .
وتعالوا بنا نتعرف على شيئ هام فعلاً فى لعبادات ألا وهو الإخلاص
والإخلاص فى بعض تعريفاته هو أن لا نبحث عن رضى أحد إلا رضى رب العالمين وحده هو الذى يعلم السر وأخفى وهو الذى خلق القلب ويعرف ما وعى .
ورب العالمين سبحانه وتعالى أنزل علينا ديناً الإسلام الذى لا كهانة فيه لأحد على الإطلاق
هو سبحانة وتعالى الذى أرسل لنا الهادى المصطفى صلى الله علية وسلم بكلمة التوحيد الصافية النبع الطاهرة المنشاءو هو سبحانه و تعالى الذى أخبرناعن عصمة رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم وحده دون غيره من سائر البشر .
وهذة الخاصية إنما تفرد بها من البشر سيدنا محمد صلى الله علية وسلم ولم يمنحها الله عز وجل لأحد سواه صلى الله علية وسلم
الصحابة الأطهار الغر الميامين وآل البيت الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين كانوا إخواناً فى الله متحابين فى الله كانت العلاقة بينهم علاقة حب وصفاء لأنهم جميعاً اجمعوا على رب واحد لا إلة إلا هو سبحانة وتعالى عما يصفون
لهذا لم يكن بينهم على ولا عداوة ولا بغضاء
وإن الله عز وجل الذى أنزل هذا الدين الحنيف
فهل معتنقوا هذا الدين يكون بينهم بغضاء وشحناء وغل وضغينة ؟؟؟ كلا والف كلا .
هذا الدين يطهر النفوس ويجعل الأبصار متعلقة بالله الواحد لا إله إلا هو دون غيره والله عز وجل لا يريد وساطة من أحد وليس له حاجب بينه وبين العباد كما قال هو عز وجل .
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
صدق الله العظيم (لبقرة:186)
فالله عز وجل لا يريد منا إلا قلوب مؤمنة موحدة تعرف حق ربها عز وجل وتحاول أن تؤدية قد المستطاع
قلوب تحب من آمن قلوب لا يملؤها الحسد والغل لأحد .
قلوب تعرف قدر أكابر الأمة من أمثال سيدنا أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلى بن ابى طالب
ولكن دون تقديس لأحدهم وتألية لأحد منهم
هم بشر مثلنا يزيدون عنا فى الإيمان والثقة واليقين برب العالمين ولكنهم ليسوا أنصاف آلهة
فنحن أمة متفردة لسنا مثل الرومان لنصف أشخاص بأنصاف الآلهة
ولسنا مسيحين لنصف الأشخاص بالآلهة
ولسنا يهود لنصف أشخاص بأبناء الألهة
نحن مسلمون موحدون ليس لنا إلا رب واحد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته _
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم تعالوا بنا نكمل بعض لقطات من حياة الزهراء رض الله عنها وارضاها .

وموضوع اليوم هو عباره عن حديث شريف رائع وبه من العبر الكثير
وفعلاً معرفة الأحاديث توسع المدارك وتجلى العقول وتعالوا إلى هذا الحديث الشريف

حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت بن أبي ليلى حدثنا علي أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبى فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ثم قال ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاث وثلاثين فهو خير لكما من خادم ( موطأ صحيح مسلم ورقمة 2727 باب الذكر والدعاء )
يؤخذ من هذا الحديث أن كل ما كانت لها طاقة من النساء على خدمة بيتها من خبز وطحين وغير ذلك أن ذلك لا يلزم الزوج إذا كان معروفاً أن مثلها يلى ذلك بنفسه ، ووجه الأخذ أن فاطمة لما سألت أباها الخادم لم يأمر أبوها صلى الله علية وسلم زوجها أن يكفيها ذلك إما بإخدامها بخادم أو استئجار من يقوم بذلك أو يتعاطى هذا بنفسه ولو كان على الزوج لأمره به كما أمره أن يسوق الصداق قبل الدخول [ 9/ 506 ، 507 ] فتح البارى .
لاحظوا كيف كانت إجابة رسول الله صلى الله علية وسلم على طلب علىَ رضى الله عنه وزوجتة فاطمة الزهراء رضى الله عنها حيث قال صلى الله علية وسلم : لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الُصفّة تتلوى بطونهم ....رفض الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم طلب ابنته الزهراء وزوجها علىُ بن أبى طالب لأنه صلى الله علية وسلم رأى أنه يتوجب عليه أولاً سد حاجة أهل الُصّفة الفقراء الجوعى المساكين .
صدق من وصفة صلى الله علية وسلم بأنه رؤوف رحيم
هو صلى الله علية وسلم يرى أن الضرر الواقع على ابنته و زوجها من عدم وجود خادم يخدمهما أقل بكثير من الضرر الواقع على أهل الصفة من الفقر .
لأنه صلى الله علية وسلم بعثه رب العالمين رحمة للعالمين ورسالته إنما هى للناس كافة ولا تخص آل البيت وحدهم رغم مكانة آل البيت ومنزلتهم العالية .
هذة هى الرحمة المهداه من رب العالمين للناس أجمعين .
وهذا الموقف يذكرنى بمشاهد مؤلمة نراها فى العراق اليوم نرى القتلى والجرحى نرى أطفالاً وشيوخاً وقد انفجرت فى وجوههم القنابل
وبكل أسف أنطلقت هذة القنابل من أشخاص يدعون الإسلام بهتاناً وزوراً .
بل أننا كل يوم نسمع فى القنوات الإخبارية عن العثور على أعداد كبيرة من الجثث وقد ظهرت عليها آثار التعذيب
كيف هذا ؟
هل هذا هو الإسلام يا من تدعون إنكم مسلمون ؟

الرسول صلى الله علية وسلم رفض أن يعطى ابنته وزوجها خادماً وهم من آل البيت ليسد بثمن الخادم رمق الجياع من أهل الصفة ( فقراء المسلمين )
وأنتم يا من تتمسحون بال البيت تقتلون الأطفال وتغتصبون النساء وتعذبون الشيوخ كيف هذا ؟
وتعالوا بنا نعود إلى الحديث الشريف مرة أخرى .
نسأل ونتعرف على ما هو رد فعل الزهراء وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما لما رفض الرسول صلى الله علية وسلم طلبهما .
هل إعترضا على حكم رسول الله صلى الله علية وسلم وقالا إننا معصومون ؟؟
هل قال على رضى الله عنه : كيف تقول هذا وترفض طلبي وأنا الإمام المعصوم ؟؟؟؟؟
هل لم يلتزما بما أمرهما به الرسول صلى الله علية وسلم ؟؟؟؟؟
والإجابة كلا والف كلا
إن آل البيت الطاهر يعلمون ويدركون تماماً أنهم ليسوا معصومون وإنه لا بشر مطلقاً غير رسول الله صلى الله علية وسلم معصوم
لهذا كان رد فعلهم هو الاستسلام والالتزام بأوامر رسول الله صلى الله علية وسلم
إنهم صلوات الله عليهم آل البيت الطاهر المبارك يعلمون أن الإسلام دين سماحة ورحمة ومحبة فى الله
نرحم الفقراء حتى لو تنازلنا نحن عن بعض مطالبنا
نطعم الجياع حتى لو تنازلنا نحن عن رفاهيات الحياة
هذا هو ديننا الحنيف وهذة هى أخلاق آل البيت الطاهر
وهذة هى رحمة الحبيب المصطفى بفقراء الأمة بغض النظر عن كونهم من آل البيت أم لا .
و فى أحد شروحات الحديث ان رجلا لما سأل عليا رضى الله عنه عن التزامه بهذا الدعاء حتى فى يوم صفين رد عليا رضى الله عنه بأنه لم يترك هذا الدعاء يوما حتى فى يوم صفين ثم اراد علىُ رضى الله عنه ان يلقن السائل درسا فى توحيد الأمة فقال : قاتلكم الله يا أهل الطروق.
أما عن رد على رضى الله عنه لما قال : قاتلكم الله يا أهل الطروق
فهو إشارة من سيدنا على كرم الله وجهه بأنه هو نفسه شخصياً لا يحب أن يخرج منا من يشق صف االمسلمين ويفرقهم تحت أى مسمى أو تعريف أو حجة
فالإسلام دين توحيد وتوحد .
توحيد لرب العلمين
وتوحد الأمة على لا إله إلا الله محمداً رسول الله صلى الله علية وسلم
الإسلام دين محبة فى الله ورحمة وليس دين قتل أو تعذيب .
الإسلام دين حب وسماحة وفضيلة وليس دين بغض أو كراهية وشحناء ورذيلة
وليس هناك طريق لفهم الإسلام فهماً صحيحاً إلا بدراسة أحوال ومعيشة الرسول صلى الله علية وسلم وآل بيته الكرام والصحابة الأطهار الغير الميامين والتابعين
وهذة هى أهمية دراسة التاريخ الإسلامى والسيرة الإسلامية العطرة المطهرة
لم تنتهى العبر والمواعظ من هذا الحديث الشريف
ولكن أتمنى أن نتشارك فى الفهم والدراسة ليعم الثواب والأجران إن شاء الله عز وجل ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
تعالوا بنا نكمل بعض لقطات من حياة الزهراء رضى الله عنها وأرضاها
تعالوا بنا نقترب أكثر من البت الطاهر حيث كان النبى صلى الله علية وسلم يحب علياً بن أبى طالب وفاطمة الزهراء – رضى الله عنهما - حباً شديداً حتى أنه فى يوم من الأيام قد دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين رضى الله عنهم أجمعين فقال " اللهم هؤلاء أهلى "
وفى رواية أخرى " اللهم هؤلاء أهل بيتى اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا [ مسلم2404 ]
ولأن آل البيت كانوا أناساً عاديين مثلنا تماماً ولا عصمة لأحد منهم رضوان الله عليهم فقد كان يحدث بين علياً وفاطمة ما يحدث بين الأزواج من الغضب أحياناً وفى أحد المرات غضب علياً كرم الله وجهه فترك البيت وذهب إلى المسجد
وتعالوا بنا نتعرف على هذة القصة عن طريق هذا الحديث الشريف
( جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين بن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فلم يُقِل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان أنظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب )
رقم 2409 صحيح مسلم
هذا هو حنو الحبيب صلى الله علية وسلم على زوج ابنته الغضبان
وياليتنا اليوم نكون حنونين وعطوفين على زوجات أولادنا وأزواج بناتنا كما كان حنو وعطف الرسول صلى الله علية وسلم على زوج ابنته
حتى أن على كرم الله وجهه قد نسى كل شيئ بهذة اللمسة الحانية والكلمات الرقيقة التى خرجت من فم النبي صلى الله علية وسلم
ولكن ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان شخصية نادرة فى إتزانها فقد كان رغم حلمه الشديد صريحاً فى الحق لا يخشى أحداً
ففى يوم من الأيام خطب على بن أبى طالب بنت أبى جهل فلما علم النبي صلى الله علية وسلم من ابنته فاطمة الزراء - رضى الله عنها – غضب لذلك غضباً شديداً
فعن المسور بن مخزمة أنه سمع رسول الله صلى الله علية وسلم على المنبر وهو يقول " إن بنى هشام بن المغيرة إستأذنونى أن يُنكحوا إبنتهم علياً بن ابى طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا أذن لهم ، إلا أن يحب بن أبى طاب أن يطلق ابنتى وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتى فاطمة بضعة منى يريبني ما رابها ويؤذينى ما آذاها [ مسلم 2449 ]
وفى رواية لمسلم :" .................وانى لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله علية وسلم وبنت عدو الله مكاناً واحداً ابداً "

وتعالوا بنا نعود إلى الزوجان الطاهران علياً بن أبى طالب والزهراء – رضوان الله عليهما - لم يمضى عام على الزواج المبارك حتى أقَر الله تعالى عين على بن أبى طالب والزهراء رضى الله عنهما فوضعت الزهراء الحسن بن على وذلك فى السنة الثالثة من الهجرة ، ففرح به النبي صلى الله علية وسلم كثيراً وحنكه بنفسه وسماه الحسن وأماط الأذى عن رأسه وتصدق على الفقرا بزنه شعره فضه .
فلما بلغ الحسن من العمر عاماً جاء ميلاد الحسين فى شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتتابع الثمر المبارك فقد ولدت الزهراء فى العام الخامس من الهجرة زينب بنت على ثم بعد عامين وضعت طفلة أخرى هى أم كلثوم .

وهنا سأسرد لكم لك موقفاً رائعاً للخليفة الأول للمسلمين سدنا أبو بكر الصديق ثانى اثنين إذ هما فى بالغار الطاهر الطيب المحب لله عز وجل ورسوله صلى الله علية وسلم وذريته ,الرجل الذى لا يعرف الحقد طريقاً إلى قلبه ولا الغل والحسد
عن عقبة بن الحارث قال : رأيت أبا بكر رضى الله عنه وقد حمل الحسين وهو يقول : بأبى شبية بالنبي ، ليس شبيه بعلىّ وعلىّ يضحك ( 3750 البخارى )

إلى هذا الحد انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله

هذا هو الصديق أبو بكر وهذا هو حبه للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا هو على بن أبى طالب رضى الله عنه الرجل الطيب الصالح الهادي الذى أمتلاء جوفه كله حباً لرسول الله صلى الله علية وسلم
والموقف عبارة عن مداعبة فى حب ووئام وحلم وود وحنان يا له من موقف جميل
الصديق رضى الله عنه يحمل الحسين رضى الله عنه طفلاً ويقول [ بابى ] أى أفتديه بأبى حباً وكرامة ومودة لآل البيت الطاهر .
ويداعب كذلك علياً كرم الله وجهه فيقول أن الحسين رضى الله عنه يشبه النبي صلى الله علية وسلم وليس يشبه علياً رضى الله عنه [ وهذة حقيقة ثابتة تاريخياً ] وتعالوا بنا نفكر قليلاً اليس كل منا يود ويتمنى أن يكون ابنه شبيهاً بالنبس صلى الله علية وسلم ؟؟؟ الإجابة : طبعاً بكل تأكيد
إذا سيدنا أبو بكر يقول الكلمة مداعبة لسيدنا على بن أبى طالب محبه له وكيف لا وهو ابن عم رسول الله صلى الله علية وسلم وصهره ومكانته فى الإسلام معروفة لكل عاقل مؤمن محب لله ورسوله صلى الله علية وسلم منصف للحق
ياأخوانى كانت هذة طبيعة العلاقة الحقيقية بين سيدنا أبو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب وكذلك بين كل الصحابة
هم تخرجوا من مدرسة محمد صلى الله علية وسلم
هم أختارهم الله عز وجل لينالوا شرف الصحبة مع رسول الله صلى الله علية وسلم هم الذين عرفوا الله عز وجل فأحبوه وعبدوه حق العبادة .
هم الذين آخى الإسلام بينهم فكان الواحد منهم يفتدى أخاه بنفسه وروحه
هم الذين عرفوا معنى الأخوة فى الله عز وجل
هم الذين عرفوا حق الأخ فى الله عز وجل
هم الذين لا يعرفون الغل والحسد والكراهية والشحناء والبغضاء
هم ذوى القلوب الطاهرة التى طهرها رب العالمين من الشرك والحقد والغل
ولاحظوا معى ماذا كان موقف على بن أبى طالب لما كان أبو بكر يقول هذا
كان علياً الطيب الطاهر يضحك
هو يضحك فرحاً بابنه الشبيه بجده الرسول صلى الله علية وسلم
أى شرف هذا وعز وكرامة
يضحك من مداعبة أخيه أبى بكر الصديق
إنه الوئام والمحبة التى جعلها الله عز وجل ساكنة مستقرة فى قلوب المتقين الصالحين
هذة هى العلاقة بين الصحابة الأطهار وآل البيت النبوى الكريم
أما من يريدون أن يشوهوا هذة العلاقة ويضيفون إليها ما ليس فيها فنقول لهم
إتقوا الله ربكم وعودوا إلى طريق الرشد والرشاد
إن الدولة الإسلامية فى عهد الصحابة كانت من أقوى الدول بل كانت أقوى دولة فى العالم
هذة الدولة هى التى زلزلت عروش كسرى وقيصر فى زمن قياسي فى لغة الحروب
هل يمكن أن تنشأ دول وتترعرع لتصبح بهذة القوة الجبارة فى هذا الزمن القياسي وبين أفرادها خلافات أو مشاحنات أو كراهية أو ضغائن .
عودوا إلى رشدكم وعقولكم
عودوا إلى القرآن الكريم شرعةً ومنهاجاً
عودوا إلى السنة النبوية المطهرة طريقاً إلى مرضاه الله عز وجل
وتعالوا بنا نتفق على أمر هام
أن الدين الإسلامي هو دين سماوى أنزله رب العالمين على العباد رحمة منه عز وجل إذا كان هذا الأمر متفق عليه
هل ينزل الله ديناً أساسه الشحناء بين أول جيل يحمل هم هذا الدين ؟؟
إن الدين الإسلامي الحنيف نزل أول ما نزل على قلب الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم ثم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها ثم أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم علياً بن أبى طالب رضى الله عنه .
وقد شأت الحكمة الألهية أن توضح لكل الأجيال عبر كل الأزمان أن الله عز وجل أنزل هذا الدين على قلب الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم ليبلغه إلى قومه خاصة ثم الناس عامة
ومن الطبيعى أن الله عز وجل لما أختار وقدَر سبحانه وتعالى أن تكون خديجة رضى الله عنها زوجة الرسول صلى الله علية وسلم فإن هذا الاختيار له مغزى هام جداً
إلا وهو أن قلب أم المؤمنين خديجة طاهر نظيف مجهز من قبل المولى عز وجل لتلقى الإسلام
من الرسول صلى الله علية وسلم لتكون أول من آمن من النساء
وكذلك سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه الذى كان أول من آمن من الرجال
وكذلك سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه أول من آمن من الصبية
هل هذا الدين الذى ارتضوه هم ديناً لهم ومنهاجاً لعبادة ربهم هل هذا الدين يمكن أن يأمرهم بالشحناء والكراهية والبغضاء .
أهو دين رحمة وسماحة أم دين خصام وكراهية ؟؟؟
عودوا إلى طريق ربكم أرجعوا إلى الطريق الصحيح
نحن أهل السنة والجماعة لا نكره أحداً ولا نبغض أحداً وإنما نحب الخير للجميع
ورحمة الله عز وجل قادرة على استيعاب الجميع
هلموا بنا يداً بيد لا نعبد إلا الله عز وجل وحده لا شريك له فى ملكة
نعبده على النحو الذى أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم وآل بيته الأطهار الذين منهم زوجاته الطيبات الطاهرات و الصحابة الغر الميامين رضوان الله عليهم أجمعين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته –
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
تعالوا بنا يا من أحبكم فى الله كثيراً ننهل من معين السيرة العطرة نتعلم منها كيف يكون الدين والتعامل من سيرة السيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها و على آل البيت الطاهر وعلى سائر الصحابة أجمعين .
وأظن أنه لا يمكننا أن نمر على سيرة الزهراء دون أن نتعرف على بعضاً من أحوال سبطى رسول الله صلى الله علية وسلم سيدا شباب أهل الجنة
وهنا سنتعرض لموقفين أو ثلاث على الأكثر لنتعرف على مكانتهما عند أهل السنة والجماعة عن شاء الله .
عن أبى بكرة : أن رسول الله صلى الله علية وسلم كان يصلى فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه ، فرفع رسول الله صلى الله علية وسلم رفعا رفيقا لئلا يُصرع , قالوا : يارسول الله ، رأيناك صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد ؟؟ قال صلى الله عليه وسلم : إنه ريحانتى من الدنيا وإن ابنى هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين . [ الهيثمى فى المجمع 15031 ]
وعن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله علية وسلم يصلى فجاء الحسن والحسين أو أحداهما فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده فأمسكه أو أمسكها ,قال : نعم المطية مطيتكما [15080 الهيثمى فى المجمع ]
وعن عبدالله بن بريدة عن أبية قال : كان رسول الله صلى الله علية وسلم يخطب فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله " إنما أموالكم ,اولادكم فتنة " رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ فى خطبته [ 3774 الترمذى ]
وعن عبدالله قال : كان رسول الله صلى الله صلى الله علية وسلم يصلى فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فإذا قض الصلاة وضعهما فى حجرة وقال : من أحبنى فليحب هذين [ الموارد لإبن حبان 2233 ]

اللهم إنى أشهدك إنى أحبك أنت يا ربى الغفور الودود الرحيم
وأحب نبيك المصطفى صلى الله علية وسلم
وأحب زوجات المصطفى أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات
وأحب آل البيت الطاهر أجمعين وأحب الحسن والحسين
وأحب الصحابة الأطهار الغرالميامين
حباً فيك ياربى الكريم ونبراء من كل من قدس أحداً سواك أو ادعى العصمة لشخص غير نبيك المختار المصطفى صلى الله علية وسلم
اللهم إنى أسالك بهذا الحب أن تهدى كل ضال عن السبيل وتعيده برحمتك التى شملت كل شيء إلى الطريق القويم والنهج الصحيح الذى ارتضيته يا رب العالمين لعبادك
اللهم إجعلنا من عبادك المخلصين
وأنصر أمة محمد على كل معتد وحاقد وصلى اللهم وسلم وبارك على المصطفى وآل بيته وأصحابة الكرام
والحمد لله رب العالمين وسلاماً على المرسلين
اللهم آمين آمين آمين

أحبائى فى الله هذة هى المحبة التى نكنها نحن أهل السنة والجماعة لآل البيت رضوان الله عليهم
وكيف لا نحبهم وقد أمرنا الله عز وجل بهذا كما أخبرنا الحبيب صلى الله علية وسلم
نحن نحبهم ولكن لا نقدس مع الله عز وجل مخلوقاً آخر أبد
نحبهم ولا عصمة لبشر إلا للنبى
نحبهم ونرجو من الله عز وجل أن لا يحرمنا أجر هذا الحب وأن يحشرنا معهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
وآل البيت الطاهر ليسوا فاطمة الزهراء و على بن أبى طالب والحسن والحسين رضى الله عنهم أجمعين ونسلهم الطاهر فقط
بل آل البيت منهم زوجات الرسول صلى الله علية وسلم الطاهرات العفيفات الشريفات
بل أن الرسول صلى الله علية وسلم قال : سلمان منا آل البيت
يا أيها الأحباب نحن نحب كل من أحبه رسولنا الكريم صلى الله علية وسلم
نحب كل شخص امتثل لأوامر الله عز وجل
نحب كل شخص سار على نهج الرسول صلى الله علية وسلم واهتدى بهدية
نحب كل من نشر الدين الإسلامى فى زمن الضعف والحرمان
نحب كل من جاهد بنفسه وماله فى سبيل الله
نحب كل من فتح البلاد وجعل الناس عبيداً لله وحده لا شريك له فى ملكه .
نحن نحب كل من لا يحاول أن يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم
نحب كل من إحتضن الإسلام فى مهده الأول .
نحب أمنا خديجة نحب السيدة الزهراء نحب أمنا عائشة ....... رضوان الله عليهن
نحب ابا بكر وبلال وعمر وعثمان وعلى وطلحة ...................رضوان الله عليهم
وكيف لا نحب هؤلاء وهم الذين سخرهم الله عز وجل واستعملهم فى توصيل الدين الحنيف الينا فلولاهم ما كنا مسلمين

تعالوا بن نتعرف كيف عاشت الزهراء حياة الجهاد
عن أبى حازم أنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جُرح رسول الله صلى الله علية وسلم يوم أحد فقال : جُرح وجه رسول الله صلى الله علية وسلم ، كسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسة فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله علية وسلم تغسل الدم وكان على بن أبى طالب يسكب علية بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد إلا كثرة ، فأخذت حصير فأحرقته حتى صار رماداً ثم الصقته بالجرح فاستمسك الدم ( 1790 مسلم )
وظلت تتعايش مع حياة الجهاد التى كان النبى صلى الله علية وسلم وأصحابه يعيشونها فى كل لحظة من حياتهم ، فقد كانت حياتهم ما بين عبادة وطلب علم ودعوة إلى الله وجهاد فى سبيله جل وعلا .
وشاركت الزهراء رضوان الله عليها فى غزوة الخندق وفى خيبر و فى هذة الغزوة قسم لها النبي صلى الله علية وسلم خمسة وثمانين وسقاً من قمح خيبر .
ثم شاهدت بعد ذلك غزوة الفتح وكان لها موقف مشرف عندما رفضت أن تجير أب سفيان بن حرب عندما طُلب منها أن تشفع له عند رسول الله صلى الله علية وسلم
فلقد ذهب أبو سفيان فدخل على علىّ بن أبى طالب وعنده فاطمة والحسن غلام يدب بين يديها فقال : يا على إنك أحس ّ القوم بى رحماً ، وإنى قد جئت فى حاجة ،فلا أرجعنَ كما جئت خائباً إشفع لى عند محمد فقال على بن أبى طالب ، ويحك يا أبا سفيان ، لقد عزم رسول الله صلى الله علية وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه . فالتفت أبو سفيان إلى فاطمة فقال : هل لكِ أن تأمرى ابنك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر هذا الدهر ؟ قالت الزهراء : والله ما يبلغ ابنى ذاك أن يجير بين الناس ، وما يجير أحد على رسول الله صلى الله علية وسلم [ الرحيق المختوم للمباركفورى ص 428 ]
هذة بعض مواقف الزهراء التى لا تعد ولا تحصى مواقف مشرفة مضيئة
وتعالوا إلى موقف آخر أكثر روعة إنه موقف الزهراء من الزهد والورع
وإذا كان رسول الله صلى الله علية وسلم إمام المتقين وإمام الزاهدين فلا شك أن الزهراء رضى الله عنها من أزهد النساء فى الدنيا إن لم تكن أزهدهن
زاهدة سعيدة فى حياتها على الرغم من الشظف والفاقة وما كان حطام الدنيا وزخرفها عند الزهراء ليساوى مثقال ذرة من هباء
عرفت فاطمة الزهراء – رضى الله عنها - أن مرضاه الله عز وجل ومرضاة رسوله فوق متاع الدنيا وكان شعارها قول الله تعالى : قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ( النساء 77)
ولهذا وضعت فاطمةالزهراء - رضى الله عنها - الآخرة نصب عينيها وسعت لها واستطاعت إلى ذلك سبيلا لتكون ممن عناهم الله عز وجل بقوله " (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:19)
على الطريق الموصل إلى رضا البارى سبحانه وتعالى سارت فاطمة الزهراء وهى تستضيئ بنور الله عز وجل كى تحظى بما أعد للمؤمنات الصابرات من أجر ومن نعيم مقيم ومن جنات وعيون ومقام كريم فعاشت مع زوجها على بن أبى طالب رضوان الله عليهما حياة الزهد والصبر على شظف العيش .
وكيف لا تعيش معه حياة الزهد وهو الذى عاش الزهد كله وتعلم من سيد الزاهدين محمد بن عبدالله صلى الله علية وسلم .
إن حياة أبى السبطين أبى التراب على بن أبى طالب تنفجر عظمة وجلالا وإعجازاً وبطولات وتضحيات عظائم وأمجاد يكاد يحسبها غير العارفون بالتاريخ أحلاماً وأساطير ........
يقول عنه ضرار بن ضمرة الكنائى واصفاً لبعض صفات على بن أبى طالب : كان بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته كان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفية ويخاطب نفسه ويعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب لا يطمع القوى فى باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد ، لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرضى الليل سدولة وغارت نجومة وقد مَثَل فى محرابة ، قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين فكأنى أسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا إلىَّ تعرضت أم إلىَّ تشوَّقت ؟ هيهات هيهات قد أبنتك [ طلقتك ] ثلاثاً لا رجعه فيها ، فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير ، آه من قله الزاد وبعد السفر ووحشه الطريق .[صلاح الأمة للدكتور سيد حسين العفانى ]
إنتهى إلى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمد حسان حفظه الله ورعاه
وها هى سيرة الصالحين وما أحلاها نتعلم منها ونقتدى
هذا هو جهاد الزهراء رضوان الله عليها
وهذا هو على بن أبى طالب الإمام الحبر العلامة الزاهد العابد أنا استسمحكم اخوانى وسأطلب منكم طلب
فضلاً لا أمراً أعيدو قرارة هذة الكلمات التى قالها سيدنا على بن ابى طالب رضوان الله عليه
إنى الآن أتخيله رضوان الله عليه وقد دخل محرابه متعبداً وقد أغرورقت عيناه بالدموع الدافئة شوقاً وحنيناً إلى رضى الله عز وجل ورحمته حتى ابتلت لحيته رافعاً كفاه الطاهرتان إلى رب السماوات والأرض مناجياً ربه عز وجل فى طهر ونقاء سريرة وقد تذكر أحوال الدنيا وتصارع الناس على المال والحكم والجاه والسلطان فخاف على نفسه من الغرور بهذة الدنيا الفانية فأخذ يحذرها لتبتعد عنه بزخرفها الزائل وها هو ينادى يا دنيا يا دنيا لو أقبلتى عليا أو أدبرتى عنى فلا فارق عندى أقبلى أو أدبرى فلستِ يا فانية فى دائرة اهتمامى مطلقاً وأن إردتى أن تغرى أحداً فلتغرى شخصاً غيرى أنا ,فأنا الذى أرجو رضى الله عز وجل سبحانه وتعالى ولا أرجو سواه فأنا الذى ذقت طعم حلاوة الإيمان والعيش فى كنف الرحمن لذا فقد طلقتك ثلاثاً ولن أعود اليكى ابداً ولن أطلبك وأترك طلب رضى ربى عز وجل وكيف لعاقل أن يطلبك يا دنيانا الفانية فالعمر مهما طال فيكى فهو قصير جداً جداً والبقاء والخلود فقط فى جنة الرحمن والعيش فيكى حقير ولا يساوى شيئاً بجوار نعيم الجنة التى فيها مالاعبين رأت وأذن سمعت ولاخطر على فلب بشر
والآن اكاد اسمع صوته الشجى ينتحب خوفاً ورعباً من الجبار سبحانه وتعالى ومن طوله الرحلة إلى الدار الآخرة
تخرج الاهات من الصدر الطاهر واللسان العفيف آآه يتأوه سيدنا علياً رضوان الله عليه التائب العابد الزاهد العالم يتأوه خوفاً من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .
لا إلة إلا الله
علياً ابن أبى طالب ينتحب خوفاً من قله أعمالة الصالحة وهى الزاد إلى الدار الآخرة
علياً ؟؟؟ أول من آمن من الفتيان ينتحب ؟؟
علياً ؟؟ الذى افتدى رسول الله صلى الله علية وسلم ليلة الهجرة ينتحب ؟؟
علياً ؟؟ زوج الطاهرة الزهراء النقية وياله من شرف وفضل ينتحب ؟
علياً ؟؟ الذى قال عنه الرسول صلى الله علية وسلم العلم مدينة وعلى بابها ينتحب ؟؟
علياً ؟؟ الشجاع المقدام الذى كان لا يخاف فى الله لومة لائم الذى بشره الرسول صلى الله علية وسلم بالجنة ينتحب ؟؟
علياً ؟ الذى لا يستطيع الفاً بل مليون من أمثالى أن يحصروا مناقبه وفضائله ينتحب ؟؟
ومما ينتحب ؟؟
هو يقول آه من قله الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق
سبحان الله هو رضوان الله عليه يشتكى قله الأعمال الصالحة نعم(قلة الزاد )
سبحان الله هو رضوا ن الله عليه يشتكى طول المسير إلى لقاء الله عز وجل ( طول المسير )
سبحان الله هو رضوان الله عليه يشتكى أهوال الرحلة إلى الدار الأخرة ( وحشة الطريق )
سبحانك ربى سبحانك يا عظيم السلطان يا واسع الرحمات
سبحانك
اللهم أرزقنا الخوف منك كما خاف منك على بن أبى طالب
اللهم أرزقنا العمل الصالح المتقبل والرضا والقناعة فى الدنيا والآخرة
اللهم صلى وسلم وبارك على المصطفى سيد الخلق أجمعين والمعصوم وحده دون آل بيته الطيبين الطاهرين
وصلى اللهم وسلم وبارك على آل بيت النبوة وفيهم زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين وعلى الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
اللهم إنى أشهدك أنى أحب علياً بن ابى طالب والزهراء والسيدان الشهيدان سيدا شباب أهل الجنة وزوجات نبيك المصطفى صلى الله علية وسلم و الصحابة الغر الميامين رضوان ربى عليهم أجمعين .
اللهم أرزقنى حبك وحب من يحبك
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام
إذا كانت هذة الكلمات المنتحبة والدموع المخضلة هى كلمات ودموع على بن أبى طالب فاصدقونى القول بالله عليكم
كيف يكون من المفروض أن يكون بكاءنا وخوفنا وانتحابنا ورجاءنا فى الله عز وجل
ونحن نحن
نحن من لبس من الثياب غالى الثمن الضيق العارى
نحن من سعى وراء الدنيا ولهث وراء متاعها
نحن المقصرون فى الفروض والسنن والعبادات
اللهم أرحمنا وأغفر لنا واسترنا فى الدنيا والآخرة ويوم العرض
اللهم هون علينا سكرات الموت اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وفتنة السؤال والسير على الصراط

تعالوا احبائى نستكمل بعض صور ولقطات من حياة الطاهرة النقية الزهراء رضى الله عنها بنت رسول الله سلى الله علية وسلم وبنت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها وأم سيدا شباب أهل الجنة رضى الله عنهما
والحياة الدنيا طبيعتها أحزان وأفراح
نعم شيئ عجيب أن يجتمع الحزن والفرح سوياً فى قلب إنه قلب الزهراء الصافى النقى الطاهر.
فها هى رضى الله عنها قبل وفاة النبي صلى الله علية وسلم تذهب إلية فتسمع منه ما يحزنها ثم تسمع ما يفرحها فى آن واحد .

حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم يعني بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه ان عروة بن الزبير حدثه ان عائشة حدثته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت فقالت عائشة فقلت لفاطمة ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت قالت سارني فأخبرني بموته فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت ( مسلم 2450 )

من حكمة الله عز وجل أن تسبق الأحداث العظيمة بعضاً من الارهاصات والعلاقات التى تشير إلى وقوع هذة الأحداث
فبعد فتح مكة أم القرى أحب البلاد إلى قلب رسول الله صلى الله علية وسلم وذلك فى العام الثامن من الهجرة النبوية المباركة وبعدها وفى العام التاسع من الهجرة أقبلت الوفود تقر بالإسلام أو تعطى الجزية عن يد وهم صاغرون وأرهب جيش العسرة الذى خرج به النبي صلى الله علية وسلم لمواجهة جحافل الروم الذين فروا من المواجهة .
ودانت الجزيرة العربية بالإسلام وكان ذلك بعد عشر سنوات فقط من جهاد النبي صلى الله علية وسلم وصحابته الكرام رضى الله عنهم .
فكل العلامات تشير إلى انتهاء مهمة رسول صلى الله علية وسلم .
فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وأصبح الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها إلا هالك
فعن أحمد عن معاذ قال : لما بعثة رسول الله صلى الله علية وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله علية وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله علية وسلم يمشى تحت راحلته فلما فرغ قال : يامعاذ إنك عسى أن لا تلقانى بعد عامى هذا أو لعلك أن تمر بمسجدى هذا وقبرى ، فبكى معاذ جزعاً لفراق رسول الله صلى الله علية وسلم ثم التفت فأقبل بوجهة نحو المدينة فقال : إن أولى الناس بى المتقون من كانوا وحيث كانوا ( الالبانى صحيح الجامع 2012 )
ومن ألأرهاصات ايضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسم كان يعتكف كل سنة عشراً فى رمضان فاعتكف فى السنة الأخيرة عشرين ليلة و كان جبريل يعارضه القرآن مرة واحدة فى رمضان فعارضه فى السنة الأخيرة مرتين .
وخرج النبي صلى الله علية وسلم للحج فى السنة العاشرة وقال : خذوا عنى مناسككم لعلى لا القاكم بعد عامى هذا ، وطفق يودع الناس [ مسلم 8/172 – 194 ]
ومن هذة الإشارت القوية ما رواه أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : خطب النبي صلى الله علية وسلم
وقال : إن الله خيّّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله .
قال فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله علية وسلم عن خُيَّر فكان رسول الله صلى الله علية وسلم هو المخيَّر وكان أبو بكر أعلمنا . [ أحمد 3 / 18 ]

إنتهى النص المنقول من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه

والنص به كلمات استوقفنى الله كثيراً سأعيد كتابتها وهى جزء من حديث شريف حيث كان رسول الله صلى الله علية وسلم يوصى معاذاً أثناء سفر سيدنا معاذ لليمن فقال له صلى الله علية وسلم : إن أولى الناس بى النتقون مْن كانوا وحيث كانوا صدق رسول الله صلى الله علية وسلم [ الالبانى صحيح الجامع 2012 ]
هذا هو الدين الإسلامى العالمى الجنسية
وهذا هو رسولنا صلى الله علية وسلم الذى أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين يؤكد على معنى رائع يؤكد عليه قبل وفاته صلى الله علية وسلم إنه المبدأ الذى لو فهمناه فعلاً لانصلح حال الأمة فعلاً .
المبدأ هو أن أولى الناس برسول الله صلى الله علية وسلم هو الأتقى
إنه قمة العدل الذى وضع الإسلام قواعدة فى الأرض إنه مبدأ التساوى بين العبيد
أن الاقتراب أو الولاية للرسول صلى الله علية وسلم شرف ليس بعده شرف
ولكنه من حق من ؟؟
من له الحق فى أن يكون له هذا الشرف العظيم ؟؟
هذا هو السؤال الهام فعلاً من هو الأحق بولاية الرسول صلى الله علية وسلم ؟؟
والإجابة موجوده فى الحديث الشريف .
المتقون هم أولى الناس بالرسول صلى الله علية وسلم من أى نسب وعرق ومن أى جنسية وفى أى زمان ومكان .
أصدقونى القول بالله عليكم اليس هذا هو قمة العدل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليس الإنسان على وجة الأرض فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح .
تقول هذا للمتشدقين بأنهم هم الأولياء
لا ولاية إلا بالتقوى
ولا ولاية ولا انتماء إلا لرسول الله صلى الله علية وسلم
وهذا هو الشرف الذى يبحث عنه كل مسلم عاقل يريد وجة الله عز وجل .
تلك هى القاعدة الإسلامية الهامة التى تريح الضمائر وتضمن كل العدل المطلق .
إذ لا محاباه فى الإسلام لأحد على حساب آخر بسبب العرق أو الجنسية .
إن الدين الإسلامى الحنيف دين لا يقبل المجامله فى الحق ولا يعترف بالمراهنة ولا يعترف بالنفاق
بل هو دين واضح صريح اساسه الحق والعدل بين العباد
وهذا المعنى يؤكده أكثر من موقف لرسول الله صلى الله علية وسلم لما قال ما معناه "سلمان منا آل البيت "
سلمان هو سيدنا سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة الذى أراد الحق والعبادة الحقة لله الواحد القهار العزيز الغفور .
لما أراد سلمان الحق وأحب الحق وامتثل لأوامر الحق أحبه الله عز وجل
ولما أحبه الله عز وجل أحبه رسول الله صلى الله علية وسلم
ولما أحبه رسول الله صلى الله علية وسلم أنعم عليه الرسول الأعظم بهذا الشرف الرهيب
وانتم كلكم مدعون إلى هذة المأدبة رفيعة المستوى بل عى أعلى المنازل على الإطلاق
من أراد أن يكون ولياً لله ورسوله صلى الله علية وسلم
فليس أمامه إلا طريق واحد لا ثانى له مطلقاً هو طريق التقوى .
نعم اتق الله تحصل على أعلى المنازل والدرجات
واياك أن تظن انك بجنسية ما أو نسب ما أو بأى علاقة مهما كانت ستكون شريفاً
لن ينفعك إلا التقوى فقط
سامحونى أنا أنصحكم وأنا فعلاً الذى يستحق النصح ولكنى والله ما كتبت حرفاً إلا لأنى أحبكم فى الله
بفضل من الله اتابع هذة الحلقات منذ شهور لأجمعها بهذة الصورة